المنزل التالي مرّ الظّهران، و سيأتي عن ابن اسحاق: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله نزل مرّ الظّهران و قد عمّيت الأخبار عن قريش فلم يأتهم خبر عنه و لا يدرون ما هو فاعل [1] .
ثم هو يروي أن حماس بن قيس بن خالد من بني بكر (من كنانة) كان قبل دخول رسول اللّه يعدّ سلاحا و يصلحه، حتى سألته امرأته: لما ذا تعدّ ما أرى؟ قال: لمحمد و أصحابه!و اني لأرجو أن اخدمك بعضهم، و ارتجز يقول:
إن يقبلوا اليوم فما لي علّة # هذا سلاح كامل و إلّة
فهذا يقتضي أن يكونوا قد أتاهم خبر عنه و علموا بخروجه و مسيره إليهم، و أنه سيقبل عليهم اليوم أو غدا.
و أظنّ أن هذا هو السرّ في ما يأتي من خروج العباس بن عبد المطّلب بأهله، و ابن أخيه و أبي سفيان المغيرة بن الحارث بن عبد المطّلب، و ابن اخت العباس و ابن عمّة أبي سفيان: عبد اللّه بن ابي أميّة المخزومي اخو أمّ سلمة المخزومية من ابيها. و أنّ هذا هو سرّ خروج أبي سفيان صخر بن حرب مع حكيم بن حزام ليلة وصول عسكر المسلمين إلى مرّ الظّهران في ظهر مكة، و إلاّ فما سبب خروجه حينئذ؟! و ستأتي هذه الأخبار.