رسول اللّه: لا تبكي، فان جبرئيل عليه السّلام أخبرني: أنّ له جناحين في الجنة من ياقوت أحمر. فقالت: يا رسول اللّه، لو جمعت الناس و أخبرتهم بفضل جعفر لا ينسى فضله. فعجب رسول اللّه من عقلها [1] .
و روى فيه عن الصادق عليه السّلام مثله ثم قال: فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فصعد المنبر و أعلم الناس بذلك ثم نزل [2] .
و روى الطبرسي في إعلام الورى عن عبد اللّه بن جعفر قال: قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و أخذ بيدي يمسح بيده رأسي حتى رقى إلى المنبر و أجلسني أمامه على الدرجة السفلى، و الحزن يعرف عليه، فقال:
«إنّ المرء كثير حزنه بأخيه و ابن عمه، ألا إنّ جعفر قد استشهد و جعل له جناحان يطير بهما في الجنة» .
ثم نزل و دخل بيته و أدخلني معه، و أمر بطعام فصنع لأهلي، و أرسل إلى أخي، فتغدّينا عنده-و اللّه-غداء طيبا مباركا، و أقمنا ثلاثة أيام في بيته ندور معه كلما صار في بيت إحدى نسائه، ثم رجعنا إلى بيتنا. و رواه الواقدي في مغازي الواقدي 2: 766، 767.
ثم روى الطبرسي عن الصادق عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لفاطمة، اذهبي فابكي على ابن عمك، فانّك إن لم تدعي بثكل فما قلت فقد صدقت. اعلام الورى 1: 214.
و عليه فلا يصح ما رواه ابن اسحاق في السيرة 4: 23 و الواقدي في المغازي 2: 767 عن عائشة: أنّ النبيّ أمر رجلا أن يسكت النساء عن البكاء على جعفر فان أبين أن يحثو في أفواههنّ التراب!بينما هما رويا بمسندهما عن أسماء أنها صرخت حتى اجتمع إليها النساء، و لم يرو أنه منعها أو منعهن!بل رويا أنه خرج إلى فاطمة فأمر أن يصنعوا لهم طعاما. 4: 22 و مغازي الواقدي 2: 766. و فيه: على مثل جعفر فلتبك الباكية!