و تحريم النبيّ لمدينة «يثرب» إما ضمن هذه المعاهدة أو مستقلا كان مكتوبا في أديم خولاني عند رافع بن خديج جابه به مروان بن الحكم لمّا ذكر حرمة مكة [1] . و لا يذكر ابن اسحاق سنده الى المعاهدة، فلعلّه اكتتبها من رافع بن خديج هذا.
و نلاحظ أن اسم المدينة «يثرب» في هذه المعاهدة على ما كان عليه لم يغيّر، و هذا يتّفق مع ما سبق عن أبي قتادة الأنصاري و سهل بن سعد الساعدي: أن الرسول صلّى اللّه عليه و آله لما قدم من غزوة تبوك قال: هذه طيبة أسكننيها ربّي [2] هذا، و أما بين الاسمين: غ
يثرب أو المدينة؟
فقد روى ابن اسحاق بسنده عن عروة بن الزبير عن عائشة-و هذا يعني أن ذلك كان بعد قدومها المدينة و زواجها بالرسول-قالت: قدم رسول اللّه المدينة و هي أوبأ أرض اللّه من الحمى، فأصاب أصحابه منها بلاء و سقم، منهم أبي ابو بكر و مولياه: عامر بن فهيرة و بلال، و كان ذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب، فدخلت عليهم أعودهم، فدنوت من أبي فقلت: كيف تجدك يا أبت؟قال:
كلّ امرئ مصبّح في أهله # و الموت أدنى من شراك نعله
فقلت في نفسي: و اللّه ما يدري أبي ما يقول من شدة الوعك و ألم المرض.
ثم دنوت من عامر بن فهيرة فقلت له: كيف تجدك يا عامر؟قال: