أن تعلم بمحاورتي إيّاك، و أنا أظنّ بملكي أن افارقه!و سيظهر على البلاد و ينزل بساحتنا هذه اصحابنا من بعده!فارجع الى صاحبك و ارحل من عندي، و لا تسمع منك القبط حرفا واحدا [1] . غ
ثم دعى كاتبه بالعربية فكتب الى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله:
«بسم اللّه الرحمن الرحيم، لمحمد بن عبد اللّه، من المقوقس عظيم القبط. سلام عليك. أمّا بعد، فقد قرأت كتابك و فهمت ما ذكرت فيه و ما تدعو إليه، و قد علمت أنّ نبيّا قد بقى و قد كنت أظن أنه يخرج بالشام، و قد أكرمت رسولك، و بعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، و بثياب، و أهديت إليك بغلة لتركبها و السّلام عليك» [3] .
احدى الجاريتين هي مارية القبطية أمّ ابراهيم [4] و كان لها اخت معها يقال
[2] المقوقس المقرقب النوني، و النون قبيلة من القبط، كما في التنبيه و الاشراف: 227 و قال عنه في مروج الذهب 1: 405: كان المقوقس ملك مصر يختلف في فصول السنة فينزل في الاسكندرية و مدينة منف، و قصر الشمع في وسط الفسطاط، و كان حتى فتحت مصر.
[3] سيرة زيني دحلان 3: 71 و الحلبية 3: 281 و نقل نبذا منه في الطبقات 1: 260.
[4] كما في قرب الاسناد: 7 بسنده عن الصادق عن ابيه الباقر عليهما السّلام قال: أهداها إليه صاحب الاسكندرية، مع البغلة الشهباء و أشياء معها. و عليه فلا يصح في تفسير القمي: 179 عن النجاشي: بعث الى النبيّ بمارية القبطية أمّ ابراهيم. و الظاهر عنه في اعلام الورى 1: 119 مع انه ذكر في مولياته صلّى اللّه عليه و آله: أن المقوقس صاحب الاسكندرية أهدى إليه جاريتين: احداهما-