في الموضعين هو نفس الفتح المبين في مفتتح السورة في صلح الحديبية فحسب، لا فتح خيبر، و لا فتح مكة. غ
و أين أبو سفيان و عمرو بن العاص؟
و لا نجد في أخبار الحديبية أثرا أو ذكرا لعمرو بن العاص السهمي؛ ذلك لما رواه الواقدي بسنده عنه قال: حضرت بدرا مع المشركين فنجوت، ثمّ حضرت احدا فنجوت، ثمّ حضرت الخندق (فنجوت) [1] .
ق-الصلح، و وضوح الفتح فيه و غموضه في الصلح. و سبب الاشتباه بفتح مكة شدة ما بينهما من الارتباط و اشتهار اطلاق الفتح عليه، و الا فلا داعي لهذا الخلط و الالتباس.
بقى أن نقول: إنّ سورة الفتح-كما قالوا و حسب سياقها-نزلت بعد صلح الحديبية، أي بعد مضي ست سنين من الهجرة و قبل وفاة النبي صلّى اللّه عليه و آله بأربع سنين، تلك السنين العشر التي نزل فيها ثمان و عشرون سورة من السادسة أو السابعة و الثمانين حتى الرابعة عشرة بعد المائة و سورة الفتح حسب الخبر المعتبر و المعتمد هي الثانية عشرة بعد المائة، أي: هي الثالثة قبل نهاية القائمة، و انما بعدها البراءة و المائدة أو العكس. و قبل الفتح بأكثر من عشر سور سورة الحشر النازلة في بني النضير، و بعدها النصر المشتهر نزولها في فتح مكة (؟) و بعدها النور النازلة في قصة الإفك، و التي قالوا: إنّها كانت بعد غزوة بني المصطلق في المريسيع في الخامسة أو السادسة للهجرة، و ضحيتها عائشة، بينما سنبحث أن بطلها عائشة و لكن ضحيّتها ضرّتها أمّ ابراهيم مارية القبطية المهداة من المقوقس عظيم أقباط مصر في جواب كتاب النبي صلّى اللّه عليه و آله إليه لدعوته الى الاسلام بعد صلح الحديبية، و عليه فنزول الآيات بشأنها في سورة النور بعد ذلك و نزول سورة الفتح قبلها، اي: في حدود المائة لا بعد المائة و العشرة و حينئذ يكون المقطع الزمني لها مناسبا، و الفاصل الزمني بينها و بين نهاية السور-أيضا-كذلك.