ناقة من إبلي. فارجعي إلى أهلك على بركة اللّه [1] .
و روى الواقدي بسنده: أنّ رجلا يدعى عيينة عثر في بعض أطراف المدينة على ناقة من نوق النبيّ فجاء بها إليه و قال له: يا رسول اللّه أهديت لك هذه اللّقحة! فتبسّم النبيّ و قبضها منه ثمّ أمر له بثلاث أواق من فضّة، و مع ذلك عرف في وجهه عدم الرضا، فلمّا صلّى الظهر صعد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال: إنّ الرجل ليهدي لي الناقة من إبلي أعرفها كما أعرف بعض أهلي ثمّ أثيبه عليها فيظلّ يتسخّط عليّ، و لقد هممت أن لا أقبل هديّة إلاّ من قرشيّ أو أنصاري.
و كان أبو هريرة يروي الخبر فيزيد فيه: أو ثقفي أو دوسي! [2] غ
حرب بني محارب:
روى الواقدي: أجدبت بلاد بني ثعلبة و أنمار و محارب فصاروا إلى تغلمين من أراضي المراض، ثمّ أجمعوا أن يغيروا على سرح المدينة ببطن هيقا، و بلغ ذلك رسول اللّه فبعث أبا عبيدة بن الجرّاح في أربعين رجلا من المسلمين بعد صلاة المغرب في ربيع الآخر سنة ستّ، فباتوا يمشون ليلتهم حتّى وافوا ذي القصّة [3] مع الصبح فأغاروا عليهم فأخذوا رجلا منهم و هرب الباقون في الجبال، فاستاقوا النعم و غنموا المتاع فقدموا به المدينة، و أسلم الرجل فتركه رسول اللّه، و خمّس رسول اللّه
[1] ابن هشام 3: 297 و 298 و مغازي الواقدي 2: 548 و فيه: امرأة أبي ذر، مع ذكره لآخر الخبر: ارجعي إلى أهلك. و هذا إنّما يناسب امرأة ذرّ بن أبي ذرّ المقتول هنا، و لو كانت امرأة أبي ذر لناسب أن يقول لها: الحقي بزوجك. و قد مرّ في خبر الكليني أنّ امرأة أبي ذر اخذت.
[2] المغازي 2: 548 و 549 و هذه من زيادات أبي هريرة.
[3] نحو عشرين ميلا من المدينة على طريق الربذة إلى العراق-التنبيه و الإشراف: 219.