قال القمي: و بلغ ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فاستشار أصحابه، و كانوا سبعمائة رجل.
فقال سلمان الفارسي [1] : يا رسول اللّه، إن القليل لا يقاوم الكثير في المطاولة (أي المجادلة) .
فقال له رسول اللّه: فما نصنع؟
قال سلمان: نحفر خندقا يكون بيننا و بينهم حجابا، فيمكنك منعهم في المطاولة، و لا يمكنهم أن يأتونا من كلّ وجه. فإنّا كنّا-معاشر العجم في بلاد فارس-إذا دهمنا دهم من عدوّنا نحفر الخندق، فيكون الحرب من مواضع معروفة.
فنزل جبرئيل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال: اشار سلمان بصواب [2] .
و قال المفيد في «الإرشاد» : فلمّا سمع رسول اللّه باجتماع الأحزاب عليه و قوّة عزيمتهم في حربه استشار أصحابه. فأجمع رأيهم على المقام بالمدينة و حرب القوم على أنقابها. و أشار سلمان عليه بالخندق فأمر بحفره و عمل فيه بنفسه، و عمل فيه المسلمون [3] .
[1] اختصر الخبر الطبرسي في مجمع البيان 8: 533 و قال: كان الخندق أوّل مشهد شهده سلمان مع النبيّ و هو حرّ. و في الدرجات الرفيعة: 205 عن شواهد النبوّة قال: كان سلمان في الرقّ ففاته بدر و احد حتى عتق في السنة الخامسة من الهجرة.