هذه، بالنصف، فوهب نصفها لامرأة تدعى «جبّى» كانت قد أرضعت عمرا، فكانت بيدها حتى سمعت نقيضا في سقف البيت، فقالت: و اللّه لا سكنت هذا البيت، فخرجت منه ثم باعت الدار لبعض ولد عمر بن الخطاب فهي بأيديهم الى اليوم. و باع سعد النصف الباقي له لعثمان بن عفان باثني عشر الف درهم، ثم صارت لعمرو بن عثمان. و اتخذ اخواه عامر بن أبي وقاص داره، و عتبة بن أبي وقاص داره بالبلاط، و كانت بايدي ولديهما حتى ابتاعه الربيع حاجب المنصور من ولد عتبة بدارهم.
و ذكر لهم دارين آخرين لعبد الرحمن بن ازهر و مخرمة بن نوفل، و هي في زاوية المسجد عند المنارة الشرقية اليمانية، فاشترى المهدي بعضها فأدخله في رحبة المسجد، و صارت بقيتها لآل برمك ثم صودرت اليوم.
و ذكر أن المقداد بن عمرو البهرائي (ابن الاسود الكندي) حليف بني مخزوم اتخذ دارين صارتا الى ولد ابنته من وهب بن عبد اللّه الأسدي، باعوا احداهما ليزيد بن عبد الملك و الاخرى بأيديهم في بني جديلة يقال لها: دار المقداد [1] .
قال ابن اسحاق: فأقام رسول اللّه في بيت أبي أيوب حتى بني له مسجده و مساكنه، ثم انتقل من بيت أبي أيوب الى مساكنه [2] و لم يعين مدة ذلك.
و قد مرّ عن ابن شهرآشوب في «المناقب» قال: كان مدة مقامه عنده من شهر ربيع الأول الى صفر من السنة القابلة [3] و قيل سبعة أشهر، و قيل شهرا واحدا [4] .