فروى عن عبد اللّه بن انيس الجهني: أن رسول اللّه دعاه (في أوائل المحرّم للسنة الرابعة للهجرة [1] ) و أخبره الخبر و أمره أن ينبعث إليه وحده ليقتله. قال ابن انيس: و كنت لا أهاب الرجال، و لكنّي لم اكن أعرفه فقلت: يا رسول اللّه ما أعرفه فصفه لي. فقال رسول اللّه: انك اذا رأيته هبته و فرقت منه و ذكرت الشيطان!فقلت: يا رسول اللّه ما فرقت من شيء قط. فقال: بلى تلك آية لك أن تجد له قشعريرة اذا رأيته!فاستأذنت النبيّ أن أقول ما شئت. فقال: قل ما بدا لك: و انتسب الى خزاعة.
قال: فأخذت سيفي لم أزد عليه، و خرجت أمشي على رجلي يوم الاثنين لخمس خلون من المحرم فأخذت على الطريق حتى انتهيت الى قديد، فوجدت بها خزاعة كثيرا و انتسبت إليهم، و كنت ماشيا فعرضوا عليّ أن يحملوني و يصحبوني فلم أرد ذلك.
و خرجت أمشي حتى خرجت على عرنة فجعلت اخبر من لقيت أني اريد سفيان بن خالد لأكون معه، حتى اذا كنت ببطن عرنة و قد دخل وقت العصر فلقيته يمشي و هو يتوكأ على عصا و وراءه الأحابيش و من استجلب و ضوى إليه، فلما رأيته هبته على النعت الذي نعته لي رسول اللّه، فقلت في نفسي: صدق اللّه
[1] روى ابن اسحاق هذه السرية بلا تاريخ 4: 267، و انما رواها الواقدي مضطربا في تاريخها: فذكرها في فهرسه للمغازي و السرايا في مقدمة كتابه: 3 تارة: على رأس خمسة و ثلاثين شهرا. و اخرى: 4 في المحرم سنة ست. ثم ذكر التفصيل على التاريخ الثاني: على رأس أربعة و خمسين شهرا: 531. بينما ذكر في غزوة الرجيع: 354: أن قتل عاصم بن ثابت كان انتقاما لقتل سفيان بن خالد، و هذا يرجّح التاريخ الأول: 35 شهرا. كما ذكرها المسعودي كذلك في التنبيه و الاشراف: 212.