قال ابن هشام: كان المجذّر بن ذياد قتل سويد بن الصامت في بعض الحروب التي كانت بين الأوس و الخزرج، فلمّا كان يوم احد طلب الحارث بن سويد غرة المجذّر بن ذياد ليقتله بأبيه فقتله [1] .
قال: فبينا رسول اللّه في نفر من أصحابه إذ خرج الحارث بن سويد من بعض حوائط المدينة، فأمر رسول اللّه عثمان بن عفّان-أو بعض الأنصار- فضرب عنقه [2] .
ق-عديّ و ردّ الرسول فيه عليه، فيجبر بهذا كسره بذلك، و لعلّه يدرك كذلك فضل ما وسم به الرسول عمل ابن عدي. بل و في هذا أيضا ردّت عليه الآيات إذ قالت: فَبِمََا رَحْمَةٍ مِنَ اَللََّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ اَلْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اِسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شََاوِرْهُمْ فِي اَلْأَمْرِ ، و إذا كان المشيرون و المشاورون هؤلاء فليس لهم العزم بل فَإِذََا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اَللََّهِ إِنَّ اَللََّهَ يُحِبُّ اَلْمُتَوَكِّلِينَ ، آل عمران: 159، و قال الواقدي: أمره أن يشاورهم في الحرب وحده، و كان لا يشاور أحدا إلاّ في الحرب-مغازي الواقدي 1:
[2] ابن هشام 3: 95. و نقل الواقدي تفصيل قصّة قتل المجذّر بن ذياد لسويد بن الصامت قال: جاء حضير الكتائب إلى أبي لبابة بن عبد المنذر و خوّات بن جبير و سويد بن الصامت فقال لهم: تزوروني فأنحر لكم و أسقيكم و تقيمون أيّاما. فقالوا: نأتيك يوم كذا و كذا.
فلمّا كان ذلك اليوم جاءوه فنحر لهم جزورا فأقاموا عنده ثلاثة أيّام حتى تغيّر اللحم فقالوا: نرجع إلى أهلنا. و كان سويد شيخا كبيرا و كان حضير قد سقاهم خمرا فخرج أبو-