و نقل الطبرسي عن كتاب أبان البجلي الكوفي قال: لمّا غزا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حمراء الأسد و ثبت فاسقة من بني خطمة يقال لها العصماء أم المنذر تمشي في مجالس الأوس و الخزرج و تقول شعرا تحرّض على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله.
و لم يكن يومئذ في بني خطمة مسلم إلاّ واحد يقال له: عمير بن عديّ.
فلمّا رجع رسول اللّه (من حمراء الأسد) غدا إليها عمير فقتلها، ثمّ أتى رسول اللّه فقال له: إنّي قتلت أمّ المنذر لما قالته من هجو؟فضرب رسول اللّه على كتفه و قال: هذا رجل نصر اللّه و رسوله بالغيب!أما إنّه لا ينتطح فيها عنزان!
قال عمير بن عديّ: فأصبحت فمررت ببنيها و هم يدفنونها فلم يعرض
ق-الأنصاري له: ارجع يستغفر لك رسول اللّه!قال: و اللّه ما أبتغي أن يستغفر لي!3: 111.
و قال الواقدي: قالوا: لمّا رجع رسول اللّه من (بدر) إلى المدينة جلس على المنبر يوم الجمعة، فقام ابن ابيّ فقال: هذا رسول اللّه بين اظهركم قد أكرمكم اللّه به فانصروه و أطيعوه!فكان له هذا المقام يقومه كلّ جمعة، و كان شرفا له لا يريد تركه. فلمّا كان يوم احد و صنع ما صنع و قام ليفعل ذلك، قام إليه المسلمون فقالوا له: اجلس يا عدوّ اللّه!و قام إليه أبو أيّوب و عبادة بن الصامت، فأخذ أبو أيّوب بلحيته و جعل عبادة يدفع في رقبته و يقولان له: لست أهلا لهذا المقام حتى أرسلاه!فخرج يتخطّى رقاب الناس و يقول: قمت لأشدّ أمره فكأنّما قلت هجرا.
فلقيه معوّذ بن عفراء الأنصاري فقال له: ارجع فيستغفر لك رسول اللّه!
فقال: و اللّه ما أبغي يستغفر لي!أخرجني محمّد من مربد سهل و سهيل!
هذا، و ابنه (عبد اللّه الجريح يوم احد) جالس في الناس ما يشدّ الطرف إليه!
و نزلت فيه الآيات من سورة «المنافقون» 1: 318 و 319.