قال الواقدي: فلمّا فرغ رسول اللّه من دفن أصحابه دعا بفرسه فركبه، و خرج المسلمون حوله، عامتهم جرحى، و أكثرهم في بني سلمة و بني عبد الأشهل... فلمّا كانوا بأصل الحرّة (أول الحجارات السود) قال: اصطفّوا فنثني على اللّه. فاصطفّ الناس... فرفع يديه فدعا:
«اللهم لك الحمد كلّه، اللهم لا قابض لما بسطت و لا مانع لما أعطيت، و لا معطي لما منعت، و لا هادي لمن أضللت و لا مضلّ لمن هديت، و لا مقرّب لما باعدت و لا مباعد لما قرّبت!
اللهم إنّي أسألك من بركتك و رحمتك، و فضلك و عافيتك.
اللهم إنّي أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول و لا يزول!
اللهم إنّي أسألك الأمن يوم الخوف، و الغناء يوم الفاقة، عائذا بك اللهم من شرّ ما أعطيتنا و شرّ ما منعت منّا. اللّهم توفّنا مسلمين.
اللهم حبّب إلينا الإيمان و زيّنه في قلوبنا، و كرّه إلينا الكفر و الفسوق و العصيان و اجعلنا من الراشدين.
اللهم عذّب كفرة أهل الكتاب الذين يكذّبون رسلك و يصدّون عن سبيلك.
ق-ذلك. و قال الواقدي: ثم إن الناس حملوا قتلاهم الى المدينة، فنادى منادي رسول اللّه:
ردوا القتلى الى مضاجعهم!و كان الناس قد دفنوا قتلاهم في البقيع و غيره فلم يرد أحد أحدا إلاّ شماس بن عثمان المخزومي مات عند أمّ سلمة بعد يوم و ليلة و لم يدفن بعد فأمر رسول اللّه أن يرد الى احد فيدفن هناك كما هو في ثيابه التي مات فيها-شرح النهج 15: 39 عن الواقدي و ليس فيه.