فقالوا: قد أمكنك و السيف في يدك فأين ما كنت تقول؟قال: و اللّه كان ذلك، و لكنّي نظرت الى رجل أبيض طويل دفع في صدري فوقعت لظهري، فعرفت أنه ملك، و شهدت أن لا إله الاّ اللّه و أن محمدا رسول اللّه، و اللّه لا أكثر عليه، و جعل يدعو قومه الى الاسلام [1] .
و من الحوادث في هذا الشهر الربيع من هذه السنة الثالثة: أن عثمان خطب من عمر ابنته حفصة-بعد وفاة زوجها خنيس بن حذافة السهمي [2] -فأبى عمر أن يزوّجه فبلغ ذلك النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فخطبها و تزوجها [3] ، و عوّض عثمان عنها و عن ابنته رقية بابنته الاخرى أمّ كلثوم فزوجها اياه [4] بعد أن كان عمر و أبو بكر قد خطباها فلم يزوّجهما [5] و لعله لكبرهما، و لعله زوّجها عثمان لتكون لابن اختها عبد اللّه بن عثمان من رقية كأمّه [6] . غ
سريّة قتل ابن الأشرف:
مرّ أن كعب بن الأشرف النّبهاني الطائي لما رأى سراة قريش ببدر أسرى بالمدينة لم يتحمّل ذلك دون أن خرج الى قريش بمكة ليبكي قتلاهم فيحثهم بذلك
[1] مغازي الواقدي 1: 193-196 و نقله الطبرسي في اعلام الورى 1: 173، 174 بلفظ الواقدي بلا اسناد، و صدره في مناقب آل أبي طالب 1: 190.
[2] هو اخو خارجة بن حذافة مدير شرطة عمرو بن العاص السهمي و الذي قتل بدلا عنه بيد الخوارج المتأمرين على علي عليه السّلام و معاوية و عمرو.