أمّا الآية التالية: ... وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ اَلْيَتََامىََ قُلْ إِصْلاََحٌ لَهُمْ خَيْرٌ فهي مناسبة مع توالي وقعة بدر و سقوط شهداء فيها و بقاء يتامى لهم بين المسلمين لأوّل مرة، فيسألون عن تكليفهم بالنسبة إليهم. فاجيبوا بأنهم اخوانهم فليخالطوهم و ليصلحوا أمرهم و شأنهم. غ
زكاة الفطرة و عيد الفطر:
و كأنه لما تكرّر السؤال عن الانفاق لما حصل المسلمون على ما يعتدّ به من المال من غنائم بدر و فداء الاسراء، ناسب أن يأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله باخراج زكاة الفطر في هذه السنة، كما قال المسعودي [1] . و خرج بالناس الى المصلّى في العيد و لم يخرج قبل ذلك، و ذبح في المصلّى شاة أو شاتين بيده، و وضعت العنزة-و هي الرمح الصغيرة-بين يديه، كما قال اليعقوبي [2] .
و روى الواقدي في العنزة عن الزبير بن العوّام قال: كانت في يدي يوم بدر عنزة، اذ لقيت عبيدة بن سعيد بن العاص على فرس و عليه لامة كاملة لا يرى منه الا عيناه، فطعنت بالعنزة في عينه، فوقع، فوطأت برجلي على خدّه حتى أخرجت العنزة من حدقته فأخرجت حدقته. فأخذ رسول اللّه العنزة فكانت تحمل بين يديه [3] .
و روى في «الجعفريات» بسنده عن الصادق عن علي عليهما السّلام قال: كانت
[3] مغازي الواقدي 1: 85 بهامشه عن نوادر ثعلب: 126 قال: كان الامام اذا صلّى جعلها بين يديه و وقف دونها، فتكون على ناحية منه، فسمّيت العنزة من قولهم: اعتنز الرجل، اذا تنحّى.