و قوله: «و كان الليل» يعني أن ذلك كان بعد رجوعهم من بدر و بعد مسألة الأسرى في منزل الاثيل [2] حيث قال علي بن ابراهيم القمي:
فرحل رسول اللّه، و ساقوا الاسارى على أقدامهم مقرونين بالحبال الى الجمال. و عند غروب الشمس نزلوا الاثيل [3] -و هو من بدر على ستة أميال (اثني عشر كيلومترا الى المدينة) .
و نظر رسول اللّه الى عقبة بن أبي معيط و النظر بن الحارث بن كلدة و هما في قران واحد، فقال لعلي عليه السّلام: يا علي، عليّ بالنضر و عقبة.
فجاء علي عليه السّلام فأخذ بشعر النضر فجرّه الى رسول اللّه.
فقال النضر: يا محمد، أسألك-بالرحم الذي بيني و بينك-الاّ أجريتني كرجل من قريش، إن قتلتهم قتلتني، و إن فاديتهم فاديتني، و إن أطلقتهم أطلقتني.
فقال رسول اللّه: لا رحم بيني و بينك، قطع اللّه الرحم بالاسلام.
[1] الدر المنثور 3: 159 و عنه في الميزان 9: 16. و اذ كان التقسيم في منزل سير بعد الاثيل لذلك أجّلنا تفصيل التقسيم بعد ذكر ما حدث في منزل الاثيل.
[2] كما صرّح بذلك الواقدي قال: لما خرج النبيّ من بدر و كان بالاثيل عرض عليه الأسرى -مغازي الواقدي 1: 106.