رذاذ بقدر ما لبد الأرض [1] و كانت قريش في موضع أنزل اللّه عليهم السماء حتى ثبتت اقدامهم في الأرض (و طمست) . غ
و التقى الجمعان:
فلما أصبح رسول اللّه عبّأ أصحابه بين يديه و قال لهم: غضّوا أبصاركم، و لا تبدءوهم بالقتال، و لا يتكلّمنّ أحد [2] .
[1] الرذاذ: المطر الخفيف و قال القمي 1: 261 في قوله سبحانه: وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ اَلسَّمََاءِ مََاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ اَلشَّيْطََانِ : ذلك انّ بعض اصحاب النبي احتلم. و روى الواقدي عن رفاعة بن مالك قال غلبني النوم فاحتلمت حتى اغتسلت آخر الليل 1: 54. و هذا أول ذكر للاحتلام و الاغتسال من جنابته. و لم يقل: قبل طلوع الفجر، لانّهم لم يكونوا صيّاما.
[2] و في اعلام الورى 1: 168: و كان لواء رسول اللّه يومئذ أبيض مع مصعب بن عمير، و رايته مع علي عليه السّلام. و ذكر ذلك في مجمع البيان 2: 828 و أضاف: و صاحب راية الأنصار: سعد بن عبادة أو سعد بن معاذ. و كذلك في المناقب 1: 190 و في الطبري 3:
431 بسنده عن ابن عباس. و الأغاني 4: 175. و في الواقدي 1: 101: أن سعد بن عبادة لما أخذ رسول اللّه في الجهاد كان يأتي دور الأنصار يحضّهم على الخروج، فنهش في بعض تلك الاماكن فمنعه عن الخروج و روى عن ابن عباس و سعيد بن المسيب: أن رسول اللّه غزا الى بدر بسيف وهبه له سعد بن عبادة يقال له: العضب، و درعه: ذات الفضول 1:
103 فقال رسول اللّه حين فرغ من القتال ببدر: لئن لم يكن يشهدها سعد بن عبادة لقد كان فيها راغبا. و ضرب له بسهم من المغنم 1: 101.
و هنا روى ابن اسحاق: أن رسول اللّه عدّل صفوف أصحابه يوم بدر بسهم كان في يده، فمرّ بسواد بن غزيّة من حلفاء بني النجار و هو خارج عن الصف متقدم عليه، فطعنه النبيّ في بطنه بالسهم و قال: استو يا سواد. فقال: يا رسول اللّه أوجعتني، و قد بعثك اللّه بالحق-