ثم أمر رسول اللّه بالرحيل، فرحلوا حتى نزلوا عشاء على ماء بدر، و هي العدوة الشامية. غ
نزول قريش:
و أقبلت قريش فنزلت بالعدوة اليمانية.
و بعثت عبيدها [1] تستعذب الماء فأخذهم أصحاب رسول اللّه [2] و حبسوهم، و قالوا لهم: من أنتم؟قالوا: نحن عبيد قريش. قالوا: فأين العير؟ قالوا: لا علم لنا بالعير. فأقبلوا يضربونهم.
و كان رسول اللّه يصلي فانفتل من صلاته فقال:
إن صدقوكم ضربتموهم و ان كذبوكم تركتموهم؟!عليّ بهم. فأتوا بهم.
فقال لهم: من أنتم؟قالوا: يا محمد، نحن عبيد قريش. قال: كم القوم؟قالوا: لا علم لنا بعددهم. قال: كم ينحرون في كل يوم جزورا؟قالوا: تسعة أو عشرة. فقال: تسعمائة أو ألف. ثم قال: فمن فيهم من بني هاشم؟قالوا:
العباس بن عبد المطلب، و نوفل بن الحارث، و عقيل بن أبي طالب، فأمر رسول
[1] في سيرة ابن هشام 2: 268 روى ابن اسحاق عن عروة بن الزبير أنه: أسلم غلام ابني الحجاج، و عريض غلام بني العاص بن سعيد. و روى الواقدي عن حكيم بن حزام قال:
أخذ تلك الليلة: يسار غلام عبيد بن سعيد بن العاص، و أسلم غلام منبّه بن الحجاج، و ابو رافع غلام أميّة بن خلف 1: 52.
[2] في سيرة ابن هشام 2: 268: روى ابن اسحاق عن عروة بن الزبير قال: فبعث رسول اللّه علي بن أبي طالب و الزبير بن العوام و سعد بن أبي وقاص في نفر من أصحابه إلى ماء بدر يلتمسون له الخبر عليه. و في الواقدي: فبعث عليا و الزبير و سعد بن أبي وقاص و بسبس ابن عمرو يتجسسون على الماء 1: 51.