قلنا: إنّ البداية الطبيعيّة لتأريخ الإسلام تفرض علينا أن نتعرّف أوّلا على حالة العرب قبل الإسلام كي نتعرّف على المناخ و الجو الذي انطلقت فيه الدعوة إلى الإسلام، و خير كلام في هذا المقام كلام الإمام العلاّمة الطباطبائي في تفسيره «الميزان» قال:
إنّ القرآن يسمّي عهد العرب المتّصل بظهور الإسلام بالجاهليّة، و ليس إلاّ إشارة منه إلى أنّ الحاكم فيهم يومئذ الجهل دون العلم، و أنّ المسيطر عليهم في كلّ شيء الباطل دون الحق، و كذلك كانوا، على ما يقصّ القرآن من شئونهم:
قال تعالى: يَظُنُّونَ بِاللََّهِ غَيْرَ اَلْحَقِّ ظَنَّ اَلْجََاهِلِيَّةِ[1] .