responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة التاريخ الاسلامي نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمد هادي    جلد : 1  صفحه : 329

بل مضاربا بأموالها.

و مجمل القول: إنّ رواية اليعقوبي عن عمّار بن ياسر تنفي أن يكون النبيّ أجيرا لأحد حتّى خديجة، كما تنفي أن يكون قد رعى الغنم لأحد من المكيين، كما ادّعي عن أبي هريرة.

و العمل لا يتنافى مع العبقريات و النبوات، و لا يضع من شأن الانسان مهما كان، بل هو من أفضل الطاعات اذا كان في سبيل العيال و الأولاد و خير الناس، و لكنّ تأريخ محمّد منذ ولادته الى أن بلغ سنّ الرجولة و أصبح زوجا لخير امرأة عرفها تأريخ المرأة، و مواقف جدّه ثمّ عمّه و المراحل الّتي عاش فيها معهما عزيزا موفور الكرامة، لا يفارقهما في ليل أو نهار، يبذلان في سبيل راحته و اطمئنانه الغالي و النفس، من تتبّع ذلك و أدرك أنهما منذ طفولته كانا يترقبان له مستقبلا يهز العالم من أقصاه الى أقصاه و يحدث تحولا في تأريخ البشرية، و أنهما كانا يخافان عليه دعاة الأديان و طواغيت العرب.. لا بدّ و أن يقف على أقل التقادير موقف المشكك من تلك المرويات الّتي تنصّ على أنّه كان يرعى الغنم للمكيين بالقراريط، و يذهب بعد ذلك أجيرا الى الشام في تجارة خديجة بقسم من الأرباح، سيّما بعد رواية اليعقوبي عن عمّار بن ياسر أنّه لم يكن أجيرا لأحد من الناس، و أنّ زواجه من خديجة لم يكن مسبوقا بمعاملة بينهما، بل كان بناء على رغبتها بعد أن وجدت فيه الرجل الّذي يمكن أن ترتاح إليه، و قد بلغت الأربعين، و أشراف قريش يطمعون في زواجها بالطمع في ثرائها. أمّا محمّد بن عبد اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقد وجدت فيه حسب المعلومات الّتي توفرت لديها عنه ضربا آخر من الرجال لا تستغويه متعة الدنيا، فطلبته الى نفسها و أرسلت إليه من يشجعه على خطبتها من عمّها أو ابن عمّها.

نام کتاب : موسوعة التاريخ الاسلامي نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمد هادي    جلد : 1  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست