responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 9  صفحه : 7

قال أبو منصور : فأما اليوم فلا مثل لأبي عثمان في الموضعين.

قال : حدّثني أبو عبد الله الخوارزمي ـ شيخ تفقه ببغداد ، وقع الينا ـ قال : دخلت نيسابور عند اجتيازي إلى العراق لطلب العلم ، فرأيت أبا عثمان مائسا في حلّة الشباب ، ولمته يومئذ كجناح الغداف [١] أو حنك الغراب ، وشيوخ التفسير إذ ذاك متوافرون ، كأبي سعد وأبي القاسم ، وهو يعدّ على تقارب سنّه صدرا وجيها ، وشيخا نبيها ، له ما شئت من إكرام وإعظام وإجلال وإفضال.

قال : وحدّثني أبو شيبة مولى الهرويين قال : وفد أبو عثمان عن السلطان المعظّم إلى الهند فلما صدر منها دخل هراة [٢] وعقد المجلس أياما وأبو زكريا ـ يعني يحيى بن عمّار ـ في قيد الحياة قد انتهت إليه رئاسة الحنابلة في جميع الإقليم ، فكان إذا فرغ من المجلس جاءه وجلس عنده ، وأبو زكريا يظهر السرور بمكانه ، ويصرّح أنه ابن حسنات قرانه.

قال : وحدّثني أبو الفضل محمد بن سعيد النديم قال : كان مشايخنا الذين ينظم بقولهم عقد الاجماع يسلمون لأبي عثمان مقاليد الإمامة في علم التفسير والحديث وما يتعلق بهما من الفنون أيام السلطان المعظّم والمراتب متنافس فيها.

قال : وحدّثني أبو الوفاء ـ وكان حميد الخليقة ، شديد الطريقة ، كثير الإقامة بنيسابور ، قد سمع بها الكثير وعاشر الصدور ـ قال : لقيت المئات من الرواة ومن تبع من الفقهاء العصر من بعدهم فذكر من أولئك : الحيري والطّرازي ، ومن هؤلاء العمري والجويني وغيرهم من الأئمة الذين هم المعتمدون في أصول الفقه وفروعه ، المدرّسون لمتفرق الشرع ومجموعه ، فإذا نطقوا خرست الألسن هيبة وإجلالا ، وإذا أفتوا همّت الكواعب بأن تخرّ لتقبيل فتاويهم سراعا عجالا ، أو نازلوا الخصم في المناظرة وقوة الكلام صاعا بصاع سجالا فانزلوا به آجالا مآلا أو حالا.

قال : وتجاوبهم إلى من يتحقق بعلم التنزيل أو التأويل ويطّلع على خبايا التحقيق والتحصيل ، فكانت آراؤهم مجمعة على أن أبا عثمان فيهم عين الإكليل ، وأنه :


[١] الغداف : غراب القيظ.

[٢] هراة : مدينة عظيمة من أمهات مدن خراسان (معجم البلدان).

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 9  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست