نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 9 صفحه : 151
قرأت على أبي محمد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال [١] : قال أبو الحسن ـ يعني الدّار قطني ـ أشعب رجلان : أحدهما أشعب الطامع مولى عثمان وهو ابن أم حميدة ـ قاله بضم الحاء ـ ثم قال : أشعب بن جبير مولى عبد الله بن الزبير وقال : يضرب بملحه المثل. قال ابن ماكولا : وهذا وهم وهما واحد.
وقال في موضع آخر : أشعب بالباء المعجمة بواحدة ، والملحي [٢] : بضم الميم وفتح اللام ، فهو أشعب بن جبير الطامع أبو العلاء ، ويعرف بابن أم حميدة ـ ويقال حميدة ـ ويقال أمه أم جعدة مولاة أسماء بنت أبي بكر ، واختلف في ولائه ، فقيل : لعثمان بن عفان ، وقيل : لعبد الله بن الزبير ، وقيل : لفاطمة بنت الحسين بن علي ، وقيل : لسعيد بن العاص. وكان صاحب نوادر وملح ؛ وروى الحديث عن عبد الله بن جعفر ، وأبان بن عثمان ، وسالم بن عبد الله بن عمر. روى عنه غياث بن إبراهيم ، ومعدّي بن سليمان ، وعثمان بن فائد وغيرهم ؛ وليس في هذا الباب غيره.
وقال في موضع آخر : وقيل في أمه : أم حميدة بفتح الحاء ، وقيل اسمها جعدة مولاة أسماء بنت أبي بكر الصديق واختلف في ولائه وقد ذكرنا ذلك في كتاب الإكمال وبالله التوفيق.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب [٣] ، أنا محمد بن الحسين [٤] القطان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا محمد بن الحسن [٥] بن سماعة ، حدثني عبد الله بن سوادة ، نا أحمد بن شجاع الخزاعي ، حدّثني أبو العباس نسيم الكاتب ـ قديم ـ قال : قيل لأشعب : طلبت العلم ، وجالست الناس ، ثم تركت وأفضيت إلى المسألة فلو جلست لنا وجلسنا إليك فسمعنا منك؟ فقال لهم : نعم فوعدهم ، فجلس لهم فقالوا له : حدثنا فقال [٦] : سمعت عكرمة يقول : سمعت ابن عباس يقول : سمعت رسول الله 6 يقول : «خلّتان لا يجتمعان في مؤمن» ثم سكت ، فقالوا له : ما الخلتان؟