نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 8 صفحه : 63
فإن معي سروات الناس وخيارهم قال : فخطب أبو بكر الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : والله لأن تخطفني الطير أحبّ إليّ من أن أبدأ بشيء قبل أمر رسول الله 6 قال : فبعثه أبو بكر إلى أبنى [١] واستأذن لعمر أن يتركه عنده ، قال : فأذن أسامة لعمر ، قال : فأمره أبو بكر أن يجزر في القوم ، قال هشام : يقطع الأيدي والأرجل والأوساط في القتال حتى يفزع القوم. قال : فمضى حتى أغار عليهم ثم أمرهم أن يعظّموا الجراحة حتى يرهبوهم. قال : ثم رجعوا وقد سلموا وقد غنموا. قال : فكان عمر يقول : ما كنت لأجيء أحدا بالإمارة غير أسامة لأن رسول الله 6 قبض وهو أمير. قال : فساروا فلما دنوا من الشام أصابتهم ضبابة شديدة فسترهم الله بها حتى أغاروا وأصابوا حاجتهم. قال : فقدم بنعي رسول الله 6 على هرقل وإغارة أسامة في ناحية أرضه خبرا واحدا فقالت الروم : ما بالى هؤلاء بموت [٢] صاحبهم أن أغاروا على أرضنا.
قال عروة : فما رئي جيش كان أسلم من ذلك الجيش.
قال : ونا محمد بن سعد [٣] ، نا يزيد بن هارون ، أنا حمّاد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه بنحو حديث [أبي][٤] أسامة عن هشام وزاد : وفي الجيش الذي استعمله عليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجرّاح.
قال : وكتبت إليه فاطمة بنت قيس ، إن رسول الله 6 قد ثقل وإني لا أدري [٥] ما يحدث فإن [٦] رأيت أن تقيم فأقم. فدوّم أسامة بالجرف حتى مات رسول الله 6 قال : وأمر أن يعظّم فيهم الجراح يجزل [٧] الرجل منهم جزلا فكفرت العرب.
قال : وأنا ابن سعد [٨] ، أنا كثير بن هشام ، أنا جعفر بن برقان ، نا الحضرمي رجل من أهل اليمامة قال : بلغني أن رسول الله 6 بعث أسامة بن زيد ، وكان يحبّه ويحب أباه