أخبرنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي في كتابه.
ثم أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن حبيب ، وأبو منصور برغش بن عبد الله عنه ، أنا أبو سعيد الصّيرفي ، نا أبو العباس الأصمّ ح.
وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا محمد بن يعقوب بن يوسف ، نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، نا أيوب بن سويد ، نا إسماعيل بن عبد الله القسري ، عن أخيه خالد بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جده يزيد بن أسد : أنه قدم على عمر بن الخطاب من دمشق فقال له : يا ابن أسد ما الشهداء فيكم؟ فقال : الشهيد ـ يا أمير المؤمنين ـ من قاتل في سبيل الله حتى يقتل ؛ قال : فما تقولون فيمن مات حتف أنفه لا يعلمون منه إلّا خيرا؟ قال : عبد عمل خيرا ، ولقي ربّا لا يظلمه ، يعذّب من عذّبه بعد الحجّة عليه ، والعذرة فيه ، أو يعفو عنه.
قال عمر : كلا والله ، ما هو كما يقول ـ وقال الشيروي : يقولون ـ من مات مفسدا في الأرض ، ظالما للذّمة عاصيا للإمام ، غالّا للمال ، ثم لقي العدو فقاتل فقتل شهيدا ، ولكن الله عزوجل قد يعذّب عدوّه بالبرّ والفاجر ، ومن مات حتف نفسه لا يعلمون منه