سمع معنا من بعض شيوخنا بدمشق أبي محمّد ابن الأكفاني ، وأبوي الحسن الفقيهين [٢] ، وأبي الفتح الفقيه ، وعبد الكريم بن حمزة وطاهر بن سهل وغيرهم. ثم رحل إلى بغداد وأنا بها فسمع من أبي القاسم بن الحصين وأبي بكر الأنصاري ، وأبي غالب بن البنا وجماعة سواهم ، وتفقه بالمدرسة النظامية على الشيخ أبي منصور بن الرزاز ، واستوطن بغداد ، وتصوّف وصحب الشيخ أبا النجيب [٣] ، وكان يناظر في مسائل الخلاف ، ويعقد المجلس للتذكير ، ويتردد من بغداد إلى الموصل للوعظ. ثم رجع إلى دمشق في آخر عمره ، وهو مريض بعلة الاستسقاء ، فعدته في المنزل الذي كان فيه ، فقرأ لابني أبي الفتح ثلاثة أحاديث من حفظه.
وقال لنا في مرضه الذي مات فيه : أنا أبرأ إلى الله من اعتقاد التشبيه وأدين بالتنزيه ، ولا .... [٤] غير أني لدى ترك الخوض في ذلك طلبا للسلامة ومات في صفر سنة ثمان وخمسين وخمسمائة ، وأنشد شعرا لنفسه [٥].
[١٠٢٠١] الدوانيقي كذا في مختصر أبي شامة ، وفي مختصر ابن منظور : الدونقي.
[٢] يعني علي بن الحسن بن الحسين بن علي أبو الحسن السلمي الدمشقي ، ابن الموازيني ، ترجمته في سير الأعلام ١٩ / ٤٣٧ وعلي بن المسلم بن محمد بن علي أبو الحسن السلمي الدمشقي ، ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ٣١.
[٣] هو عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عمويه بن سعد القرشي التيمي السهروردي ، ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ٤٧٦.