نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 74 صفحه : 104
في قوله : (فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ) [سورة المائدة ، الآية : ٤٥] قال : يهدم عنه مثل ذلك من ذنوبه.
قال الهيثم :
أتيت معاوية ، ومعه على السرير رجل في وجهه غضون [١] ، فقال : من أبي بلد أنت؟ قلت : من أهل الكوفة ، قال : إن أرضك أرض يقال لها : دوثى ، ذات نخل وسباخ؟ قلت : نعم ، فقال : منها يخرج الدجال.
قال الرجل ـ أحد رواته ـ : إن الذي كان معه على سريره : عبد الله بن عمرو بن العاص.
أن عبيد الله بن زياد وجهه إلى يزيد بن معاوية في حاجة ، فدخل ، فإذا خارجي بين يدي يزيد يخاطبه ، فقال له الخارجي في بعض ما يقول : أنا سفي [٣] ، فقال : والله لأقتلنك ، فرآه محركا شفتيه ، فقال : يا حرسي ، ما يقول؟ قال : يقول :
عسى فرج يأتي به الله إنه
له كلّ يوم في خليفته أمر
قال : أخرجاه ، فاضربا عنقه. ودخل الهيثم بن الأسود ، فقال : ما هذا؟ فأخبر ، قال : كفّا عنه قليلا ، قال : يا أمير المؤمنين ، هب مجرم [٤] قوم لوافدهم ، قال : هو لك ، فأخذ الهيثم بيده ، فأخرجه ، والخارجي يقول : الحمد لله على أنعامه ، تألّى على الله فأكذبه [٥] ، وغالب الله فغلبه [٦].
شهد أبوه الأسود بن أقيش القادسية ، وقتل يومئذ [٧] ، وكان الهيثم معه من خيار التابعين.
[١] رجل ذو غضون في جبهته : تكسّر. والغضون والتغضين : التشنج ، وقد تغضن. (تاج العروس : غضن).
[٢] الخبر في أنساب الأشراف ٧ / ٢١٥ من طريق حفص بن عمر عن الهيثم بن عدي عن عوانة وابن عياش قالا : دخل الهيثم بن الأسود النخعي على عبد الملك.