نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 70 صفحه : 9
جعل يدها في يده ، ويداه في ثيابه ، ومشى بها حتى أجلسها في مجلسه ، وجلس بين يديها ، وما ترك لها حاجة إلّا [١] قضاها.
٩٣٩٩ ـ فاطمة بنت الحسن أم أحمد العجلية
حكى عنها ابن ابنها علي الحنّائي.
قرأت بخط أبي الحسن الجنائي ، أخبرتني جدتي لأبي أم أحمد فاطمة بنت الحسن العجلية ، قالت :
كان بالثغر رجل من تنّاء [٢] البلد من المجاهدين ، فلقوا في بعض الغزوات العدو فكانت على المسلمين هزيمة ، وكان تحته فرس يضنّ به ، فحرّكه للمضي فوقف. فقال : يا مبارك بسم الله ، قال : فالتفت إليه الفرس ، فقال : أنت تسلم علفي إلى السّواس يأخذونه ولا يطعمونني [٣] منه إلّا القليل ، فقال : لك عليّ عهد الله أن أعلفك الشعير إلّا في حجري قال : فحرّكه فجرى به ، وسلم قال : فكان الناس يجيئون [٤] إليه وهو يعلف الفرس في حجره فيسمعون [٥] منه هذه الحكاية. قال : فبلغ ملك الروم خبر هذا الرجل ، فقال : بلد يكون فيه مثل هذا الرجل لا يقدر عليه ، فأنفذ إليه بعض من تنصّر من المسلمين ، فجاء إليه وأراه عبادة وصلاة وصياما واجتماعا ، فنفق [٦] عليه ، فلمّا تمكن منه قال : قد اشتهينا نخرج [٧] نمشي في الصحراء ، فلم يصدق بذلك صاحب الفرس ، فخرجا جميعا ، فلم يزل يستجره إلى أن وصلا [٨] إلى قبة على أصل قناة البلد ، فلما صارا هنالك إذا بعلج قد خرج معه بغل ، فأراد أن يكتف الرجل ، فعلم أنها حيلة عليه ، فرفع طرفه إلى السماء وقال : يا ربّ بك خدعني قال : فخرج سبعان إليهما ، فأخذاهما ، ورجع الرجل سالما.