أنبأنا أبو الحسن بن العلّاف ، ثم أخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي جعفر ، وأبو الحسن بن العلاف.
قالا : أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد ، أنا أبو علي بن الصواف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا الربعي يعني العباس بن الفضل ، نا العباس بن هشام الكلبي قال :
ضرب عبد الملك بن مروان بعثا إلى اليمن ، فأقاموا سنين حتى إذا كان [ذات][٤] ليلة وهو بدمشق قال : والله لأعسنّ الليلة مدينة دمشق ، ولأسمعن الناس ما يقولون في البعث [٥] الذي أغزيت فيه رجالهم ، وأغرمت فيه أموالهم ، فبينا هو في بعض أزقتها إذا هو بصوت امرأة قائمة تصلي ، فتسمّع إليها ، فلما انصرفت إلى مضجعها قالت : اللهم يا غليظ الحجب ، ويا منزل الكتب ، ويا معطي الرغب ، ويا مؤوي الغرب ، ويا مسير النّجب [٦] ، أسألك أن تؤدي غائبي ، فتكشف به همي ، وتصفي به لذتي ، وتقرّ به عيني ، وأسألك أن تحكم بيني وبين عبد الملك بن مروان الذي فعل بنا هذا ، فقد صيّر الرجل نازحا والمرأة متقلقلة على فراشها ، ثم أنشأت تقول :