ثم طربت وكسرت الجرة ، فدعاها الأحوص فسألها عن شأنها ، فقالت : كنت لآل الرحيد بمكة ، فاشتراني هذا القرشي ، فآثرني على جميع الناس ، وأكرمني غاية الإكرام حتى قدم بي على امرأته ، وهي ابنة عمه ، فأنكرت ما رأت من خصوصيته إياي ، وحلفت أن لا ترضى إلّا أن يدخلني في جملة الخوادم ، ويلزمني أن أستقي كلّ يوم ثلاث جرار من هذا الغدير ، فإذا فكرت في الرق وما يلزمني من طاعة السادسة سلّمت الجرة صحيحة ، وإذا فكرت في قديم أمري وما كنت فيه من النعمة كسرت الجرة. فقال الأحوص : لمن هذا الشعر؟ قالت : الشعر للأحوص والغناء لمعبد ، قال : فأنا الأحوص ، وهذا معبد ، ثم سألها عن اسمها فقالت : أعرف بأم سعيد ثم أنشأت تقول :