نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 70 صفحه : 17
إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي ، وكانت قبله عند الحسن بن علي فولدت له : طلحة لا عقب له ، فلما حضرت حسنا الوفاة قال لأخيه حسين : يا أخي لا تخرجن أم إسحاق من دوركم ، فخلف على أم إسحاق الحسين بن علي بن أبي طالب ، وماتت فاطمة بنت حسين في خلافة هشام بن عبد الملك.
أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير قال [١] :
[كان][٢] الحسن بن الحسن خطب إلى عمه الحسين بن علي فقال له الحسين : يا ابن أخي لقد انتظرت هذا منك. انطلق معي ، فخرج به حتى أدخله منزله ، ثم أخرج إليه بنتيه فاطمة وسكينة ، فقال : اختر ، فاختار فاطمة ، فزوّجه إياها ، فكان يقال إنّ امرأة سكينة مرذولتها [٣] لمنقطعة [٤] الحسن فلما حضرت الحسن الوفاة قال لفاطمة : إنك امرأة مرغوب فيك ، فكأني بعبد الله بن عمرو بن عثمان إذا خرج بجنازتي قد جاء على فرس مرجّلا جمّته ، لابسا حلته ، يسير في جانب الناس يتعرّض لك ، فانكحي من شئت سواه ، فإنّي لا أدع من الدنيا ورائي هما غيرك ، قالت : آمن من ذلك ، وأثلجته بالأيمان من العتق والصدقة لا تزوّجه ، ومات الحسن بن الحسن وخرج بجنازته ، فوافاه عبد الله بن عمرو في الحال التي وصف الحسن ، وكانت يقال لعبد الله بن عمرو المطرف من حسنه ، فنظر إلى فاطمة حاسرا [٥] تضرب وجهها ، فأرسل إليها : إنّ لنا في وجهك حاجة ، فارفقي به ، فاسترخت يداها ، وعرف ذلك منها ، وخمّرت وجهها ؛ فلما حلّت ، أرسل إليها فخطبها [٦] ، فقالت : كيف بيميني التي حلفت بها؟ فأرسل إليها : لك مكان كلّ مملوك مملوكان ، ومكان كلّ شيء شيئان. فعوضها من يمينها ، فنكحته ، وولدت : محمّدا [٧] الديباج ، والقاسم لا عقب له ، ورقية بني عبد الله بن عمرو ، فكان عبد الله بن الحسن وهو أكبر ولدها يقول : ما أبغضت بغض عبد الله بن عمرو أحدا ، وما أحببت حبّ ابنه محمّد أخي أحدا.
[١] الخبر رواه مصعب الزبيري في نسب قريش ص ٥١ ـ ٥٢.