responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 7  صفحه : 71

إني إذا ما البخيل أمّنها

باتت ضموزا مني على وجل [١]

قالت : ففعله ـ والله ـ ذاك بها ، أقلّها عندنا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب [٢] ، أخبرني أبو القاسم الأزهري ، نا أحمد بن إبراهيم ، نا إبراهيم بن محمد بن عرفة ، قال : ـ وفي هذه السنة ـ يعني سنة خمس وأربعين ومائة ـ تحوّل المنصور إلى مدينة السلام ، واستتمّ بناءها سنة ست وأربعين ، ثم كتب إلى أهل المدينة أن يوفدوا عليه خطباءهم وشعراءهم ، فكان فيمن وفد عليه إبراهيم بن هرمة. قال : فلم يكن في الدنيا خطبة أبغض إليّ من خطبة تقربني منه ، واجتمع الخطباء والشعراء من كل مدينة ، وعلى المنصور ستر يرى الناس من ورائه ولا يرونه ، وأبو الخصيب حاجبه قائم وهو يقول : يا أمير المؤمنين هذا فلان الخطيب ، فيقول : اخطب ، ويقول هذا فلان الشاعر. فيقول : أنشد ، حتى كنت آخر من بقي قال : يا أمير المؤمنين : هذا ابن هرمة ، فسمعته يقول : لا مرحبا ولا أهلا. ولا أنعم الله به عينا ، فقلت : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ)[٣] ، ذهبت والله نفسي ، ثم رجعت إلى نفسي فقلت : يا نفس هذا موقف إن لم تشتدي فيه هلكت.

فقال أبو الخصيب : أنشد ، فأنشدته [٤] :

سرى ثوبه عنك [٥] الصّبا المتخايل

وقرّب للبين الخليط المزايل

حتى انتهيت إلى قولي :

له لحظات في حوافي [٦] سريره

إذا كرّها فيها عقاب ونائل

فأمّ الذي أمّنته تأمن الرّدى

وأمّ [٧] الذي حاولت بالثكل ثاكل


[١] البيت في الأغاني ٥ / ٢٥٩ والضمير في أمنها يعود على العوذ.

وضموز ، بالزاي ، يقال : ضمز البعير : أمسك جرّته في فيه ، ولم يجتر ، فهو ضامز وضموز (قاموس).

[٢] تاريخ بغداد ٦ / ١٢٨.

[٣] سورة البقرة ، الآية : ١٥٦.

[٤] ديوانه ص ١٦٦ وتاريخ بغداد والمختصر.

[٥] بالأصل «عند» والمثبت عن المصادر السابقة.

[٦] في تاريخ بغداد : خفاء سريرة.

[٧] في تاريخ بغداد : «فأما الذي ... وأما الذي».

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 7  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست