responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 69  صفحه : 90

وقيل :

إن يزيد قال لجاريته حبابة وكان عاشقا لها شديد الوجد بها ، فقال لها يوما : إني قد وليت فلانا الخادم ما حوته يدي شهرا لأخلو أنا وأنت فلا يشغلنا أحد.

فقالت : إن كنت وليته فقد عزلته أنا ، فغضب لذلك وخرج من المجلس الذي كان فيه.

فلما أضحى النهار ولم يرها ضاق صدره ، وقلّ صبره ، فدعا بعض خدمه وقال : اذهب فانظر ما الذي تصنع حبابة؟ فمضى الخادم ثم رجع فقال : رأيتها مؤتزرة بإزار خلوقي مرتدية برداء أصفر ، وهي تلعب بلعبها.

فقال : احتل في أن تجيز [١] علي ، فذهب الخادم فلاعبها ، ثم استل لعبة من لعبها وعدا بين يديها فتبعته تعدو وراءه ، فمرت على يزيد ، فلما بصر بها ، قام إليها فاعتنقها وقال لها : فإني قد وليته ، قال : فولي الخادم وعزل وهو لا يدري.

ثم إنه خلا معها أياما وتشاغل عن النظر في أمور الناس ، فدخل عليه مسلمة وعذله على ذلك ، فأخذت العود وغنته :

ألا لا تلمه اليوم أن يتبلدا

قال أبو إسحاق : غنت جارية بين يدي يزيد بن عبد الملك [٢] :

وإنّي لأهواها وأهوى لقاءها

كما يشتهي الصادي الشراب المبرّدا

فراسلتها سلامة [٣] فغنت [٤] :

علاقة حبّ كان [٥] في سنن الصبا

فأبلى وما يزداد إلّا تجلّدا

فغنت حبابة [٦] :

كريم قريش حين ينسب والذي

أقر له بالفضل كهلا وأمردا


[١] أي تمر عليّ.

[٢] من أبيات غنتها سلّامة للأحوص ، في الأغاني ١٥ / ١٣٤.

[٣] انظر أخبارها في مروج الذهب ٣ / ٢٣٩.

[٤] البيت للأحوص ، الأغاني ١٥ / ١٣٤.

[٥] الأغاني : لجّ.

[٦] البيت للأحوص ، الأغاني ١٥ / ١٣٤ وروايته فيها :

كريم قريش حين ينسب والذي

أقرت له بالملك كهلا وأمردا

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 69  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست