responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 69  صفحه : 60

رمتني على قرب بثينة بعد ما

تولّى شبابي وارجحنّ شبابها

بعينين نجلاوين لو رقرقتهما [١]

لنوء الثريا لاستهل سحابها

قال : فاطلعت عزة رأسها ، فقال :

ولكنما ترمين نفسا مريضة

لعزّة منها ودّها [٢] ولبابها

قال : ونا أحمد [٣] ، نا علي بن داود ، ثنا أحمد بن مرزوق ، نا عبد الله بن أبي بكر الزبيري ، نا سليمان بن أيوب قال :

كان مصعب بن الزبير وهو إذ ذاك على العراقين كثيرا ما يولع بقصيدة جميل بن معمر العذري وبهذا البيت خاصة [٤] :

ما أنس إلا أنس منها نظرة سلفت

بالحجر يوم جلتها أم منظور

فقال يوما : والله لقد كنت أشتهي أن أرى أم منظور وأسألها عن ذلك اليوم ، فسأل عنها فقيل له : هي باقية بوادي القرى ، فكتب إلى عامل الوادي يحملها إليه ، وأمره أن يدفع إليها ما تحتاج إليه ، ويرفق بها ، فحملت إليه ، فلمّا دخلت سألها ممن أنت؟ قالت : من عذرة ، فأنشدها البيت ، وسألها عن ذلك اليوم ، فقالت : نعم ، أعرف والله [٥] ذلك اليوم وما ذكر من تلك النظرة ، أذكر ، كان عندنا عرس لبعض الحي ، فاختلفوا ونحرت الجزر ، وصبغت النقاب ، ودعيت الرجال ، وبثينة يومئذ في تكامل من جمالها ، ووافق ذلك إقبالا من الثمرة فعملت لها سخابا [٦] من بلح ، ووشاحا من بلح ، ورجلت شعرها ، وأصلحت من ذلك ما يصلح ، وألبستها ثيابا وجمّلتها لتذهب فتنظر ، فاعترضنا جميل بن معمر فوافق خلوة من الرجال واشتغالا منهم بذلك العرس ، فلم يزل يعارضنا [٧] ينظر إليها حتى بلغت بها فأرسلتها في وسط الجواري ، فذلك قوله في ذلك اليوم.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أخبرني أبو طاهر محمّد بن


[١] الأصل : فرقتهما ، والمثبت عن الأغاني.

[٢] الأغاني : صفوها.

[٣] كذا ، وفي المطبوعة : «محمد» وهو الأشبه.

[٤] البيت في ديوانه (ط. بيروت : صادر) ص ٧٠.

[٥] بالأصل : «داهد» كذا ، والمثبت عن المطبوعة.

[٦] السخاب : قلادة من سك وقرنفل ، ومحلب بلا جوهر (القاموس).

[٧] بالأصل : «عارضنا» والمثبت عن المطبوعة.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 69  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست