نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 69 صفحه : 41
فعاد الرسول إليه ، بما [١] قالت فأمر بها فأحضرت ، وعنده جماعة ، وفيهم إياس بن شرحبيل ، وكان في شدقه نتوء لعظم لسانه فقال لها معاوية : يا عدوة الله أنت صاحبة الكلام؟ قالت : نعم غير فازعة ، ولا معتذرة منه ، قد لعمري اجتهدت في الدعاء ، وأنا أجتهد إن شاء الله ، إن نفع الاجتهاد ، والله من وراء العباد ، فأمسك معاوية ، وقال إياس : اقتل هذه فما كان زوجها بأحق بالقتل منها ، فقالت له : تبا لك ، ويلك بين شدقيك جثمان الضفدع ، وأنت تأمره بقتلي ، كما قال تعالى : (إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ)[٢] فضحك معاوية والجماعة ، وبان الخجل من إياس ، ثم قال معاوية : اخرجي عني ، فلا أسمع بك في شيء من الشام. قالت : سأخرج عنك ، فما الشام لي بوطن ، ولا أعرج فيه على حميم ولا سكن ، ولقد أعظمت فيه مصيبتي ، وما قرّت به عيني ، وما أنا إليك بعائدة ، ولا لك حيث [٣] كنت بحامدة فأشار إليها بيده أن أخرجي ، فقالت : عجبا لمعاوية يبسط عليّ غرب لسانه ويشير إليّ ببنانه ، فلما خرجت قال معاوية : تحمل إليها ما يقطع به غرب لسانها ، وتخفف به إلى بلدها ، فقبضت ما أمر لها به ، وخرجت تريد الكوفة ، فلمّا وصلت إلى حمص توفيت.
٩٣٠١ ـ آمنة ـ ويقال : أمينة ـ بنت عمر بن عبد العزيز