نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 69 صفحه : 128
بنت الزّبير ، فبلغ ذلك الحجاج ، فأرسل إليه حاجبه [١] وقال له : قل لخالد : ما كنت أراك تخطب إلى آل الزّبير حتى تشاورني ، ولا كنت أراك تخطب إليهم وليسوا لك بأكفاء ، وقد قارعوا أباك على الخلافة ورموه بكلّ قبيح. فأبلغه الرسالة ، فنظر إليه خالد طويلا ثم قال : لو كانت الرسل تعاقب لقطّعتك آرابا [٢] ثم طرحتك على باب صاحبك! قل له : ما كنت أظنّ أن الأمور بلغت بك أن أشاورك في مناكحة قريش [٣].
وأمّا قولك : أن ليسوا بأكفاء ، فقاتلك الله يا حجّاج ، يكون العوّام كفؤا لعبد المطلب بزوجه صفيّة [٤] ، ويتزوّج رسول الله 6 خديجة بنت خويلد ، ولا تراهم أكفاء لآل أبي سفيان؟.
وأمّا قولك : قارعوا أباك على الخلافة ورموه بكلّ قبيح ، فهي قريش يقارع بعضها بعضا ، حتى إذا أقرّ الله الحقّ مقرّه ، عادت إلى أحلامها وفضلها. فرجع إليه ، فأعلمه ذلك.
وتزوّج خالد رملة بنت الزّبير أخت مصعب لأمّه. أمّها الرّباب [٥] الكلبيّة.
حجّ عبد الملك بن مروان ، وحجّ معه خالد بن يزيد ، وكان من رجالات قريش المعدودين وعلمائهم ، وكان عظيم القدر عند عبد الملك ، فبينا هو يطوف بالبيت إذ بصر برملة بنت الزّبير بن العوّام فعشقها عشقا حديدا ، ووقعت بقلبه وقوعا متمكّنا ، فلمّا أراد عبد الملك القفول همّ خالد بالتخلّف عنه ، فوقع بقلب عبد الملك تهمة ، فسأله عن أمره؟ فقال :
[٤] عنى صفية بنت عبد المطلب زوجة الزبير بن العوام ، وهي عمة رسول الله 6.
[٥] كذا ، وفي الأغاني : أم الرباب بنت أنيف بن عبيد بن مصاد بن كعب بن عليم بن عتاب ١٧ / ٣٤٢ وفي نسب قريش ص ٢٣٦ «الرباب» والباقي مثل الأغاني ، إلّا أن فيه جناب بدلا من عتاب. وفي أنساب الأشراف : أخت مصعب لأبيه وأمه ، وأمهما الرباب.
[٦] البيت في معجم الأدباء ١١ / ٤١ والأغاني ١٧ / ٣٤٤ وروايته في الأغاني :
أقلوا عليّ اللوم فيها فإنني
تخيرتها منهم زبيرية قلبا
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 69 صفحه : 128