إني عند عمر بن الخطاب رضياللهعنه في خلافته إذ أقبل رجل أصعر [٣] يتخطّى رقاب الناس حتى قام بين يدي عمر ، فحيّاه تحيّة الخلافة ، فقال عمر : ما أنت؟ فقال : امرؤ نصرانيّ ، وأنا امرؤ القيس بن عديّ الكلبيّ ، فلم يعرفه عمر ، فقال له رجل من القوم : هذا صاحب بكر بن وائل الذي أغار عليهم في الجاهليّة يوم فلج [٤] ، فما تريد؟ قال : أريد الإسلام ، فعرض عليه ، فقبله ثم دعا له برمح ، فعقد له على من أسلم [٥] من قضاعة. قال : فأدبر الشيخ واللواء يهتزّ على رأسه. قال عوف بن خارجة : ما رأيت رجلا لم يصلّ سجدة أمّر على جماعة من المسلمين قبله.
قال : ونهض عليّ بن أبي طالب ومعه ابناه الحسن والحسين : من المجلس حتى أدركه ، فأخذ برأسه [٦] فقال : أنا عليّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول الله 6 وصهره ، وهذان ابناي من ابنته ، وقد رغبنا في صهرك فأنكحنا ، قال : قد أنكحتك يا عليّ المحياة بنت امرئ القيس ، وأنكحتك يا حسن سلمى بنت امرئ القيس ، وأنكحتك يا حسين الرّباب بنت امرئ القيس.