responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 69  صفحه : 105

وحواء (إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ)[١] ، إنها شجرة الخلد ، من أكل منها لم يمت ، وأيكما أكل قبل صاحبه ، كان هو المسلط على صاحبه.

فابتدرا الشجرة ، فسبقته حواء ، وأعجبها حسن الشجرة وثمرها ، فأكلت وأطعمت آدم [٢] ، فلما ذاقا الشجرة سلبا ثيابهما ، وبدت عوراتهما ، فأبصر كل واحد منهما ما وروي من صاحبه من عوراتهما ، فاستحييا ، فقعدا (يَخْصِفانِ)[٣](عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ)[٤] ليواريا سوءاتهما.

ثم ناداهما ربهما فقال : يا آدم ، فقال : يا رب ، أنذا عريان ، قال له : وممّ ذلك؟ إنك عريان من أجل أنك أكلت من الشجرة التي نهيت أن تأكل منها ، يا آدم ، حرام على الأرض أن تطعمك شيئا إلّا برشح الجبين أيام حياتك ، حتى ترجع إلى الأرض التي أخذت منها ، فاعتلّ آدم بحواء فقال : هي أطعمتني وأكلت ، قال : (اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً)[٥].

وقال عطاء :

إن الله تعالى كان أمر آدم ألا يأكل من تلك الشجرة ، ولم تعرف حواء تلك الشجرة ، فجاء إبليس إلى سرح الجنة [٦] فعرض نفسه عليهم ، فأبى أحد منهم أن يقبله ، فجاء إلى الحية فتنفس الصعداء ، فقالت الحية : يا إبليس ، ما لك؟.

وذلك أن إبليس كان قبل ذلك أحسن ملائكة أهل سماء الدنيا وجها وأشدهم عبادة وأعلمهم.

فقال الله : اهبط منها واخرج منها ، يعني من صورة الملائكة إلى صورة الأبالسة ، فتحول إبليس عن صورته ، فسمي إبليس لأنه أبلس فصار ملعونا ، فصار ذقنه مما يلي جبينه ، وجبينه مما يلي ذقنه ، ومنخراه مما يلي عينيه ، وجفون عينيه شقهما مما يلي رأسه ، وتحول


[١] سورة الأعراف ، الآية : ٢١.

[٢] جاء في تفسير القرطبي ٧ / ١٨٠ أكلت حواء أولا فلم يصبها شيء ، فلما أكل آدم حلت العقوبة.

[٣] يخصفان يلزقان بعض ورق الجنة ببعض ليسترا به عوراتهما.

[٤] سورة طه ، الآية : ١٢١ وسورة الأعراف ، الآية : ٢٢.

[٥] سورة البقرة ، الآية : ٣٨. قوله اهبطوا منها جميعا هو أمر لآدم وإبليس ومعهما ذريتهما ، وحواء والحية معهم أمروا جميعا أن يهبطوا من الجنّة إلى الأرض.

[٦] سرح الحنة : حيوانها وسائمتها.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 69  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست