نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 68 صفحه : 90
إياه فاتخذ كهيئة الدرق [١] ، وفيهم رجل على فرس له أشقر عليه سرج مذهب وسلاح مذهب ، فجعل الرومي يغري بالمسلمين ، وقعد له المددي خلف صخرة ، فمرّ به الرومي فعرقب فرسه فخرّ وعلاه فقتله فحاز فرسه وسلاحه ، فلما فتح الله على المسلمين بعث خالد بن الوليد فأخذ من السلب قال عوف : فأتيته ، فقلت : يا خالد ، أما علمت أن رسول الله 6 قضى بالسلب للقاتل؟ قال : بلى ، ولكنّي استكثرته. قال عوف : فقلت لتردّنّه أو لأعرّفنكها عند رسول الله 6؟ فأبى أن يرده عليه. قال عوف : فاجتمعنا فقصصت عليه قصة المددي ، وما فعل خالد فقال رسول الله 6 : «يا خالد ما صنعت؟» قال : يا رسول الله استكثرته فقال رسول الله 6 : «ردّ عليه ما أخذت» فقلت : دونك يا خالد ، ألم أقل لك ، فقال رسول الله 6 : «ما ذلك؟» فأخبرته ، فغضب رسول الله 6 وقال : «يا خالد لا تردّ عليه ، هل أنتم تاركو لي أمرائي ، لكم صفوة أمرهم [٢] وعليهم كدره»[١٣٦٥٣].
قال : ونا أبو خيثمة ، نا الوليد قال : سألت ثورا عن هذا الحديث فحدّثني عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك الأشجعي بنحو منه. أخرجه مسلم في صحيحه [٣] عن أبي [٤] خيثمة.
٩٠٤٦ ـ رجل له صحبة
استشهد يوم مؤتة وآخر من قضاعة كان كافرا ثم أسلم بعد ذلك.
حدّثنا أبو الحسن الفرضي ، لفظا ، وأبو القاسم بن عبدان قراءة ، قالا : أنا أبو القاسم ابن أبي العلاء ، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم ، أنا أحمد بن إبراهيم بن بشران قال محمّد بن عائذ فأخبرني الوليد قال : فحدّثنا أبو عمرو عن حسان بن عطية.
قال الوليد : وحدثني الوليد بن سليمان عن عطية بن قيس الكلابي أنهما حدثاهما :
أن المسلمين لما لقوهم ـ يعني ـ يوم مؤتة ، صافّوهم ومرّ رجل من قضاعة يشتم رسول الله 6 فبرز إليه رجل من المسلمين فقال : يا هذا ، أنا فلان ، وأبي فلان وأمي فلانة ، وأنا من بني فلان ، فسبني وسبّ والدي وسب عشيرتي واكفف عن رسول الله 6 ، قالا : فكأنما أغراه
[١] غير واضحة بالأصل ، وقد تقرأ : الدورق ، ولعل الصواب ما أثبت عن المختصر ، والدرق جمع درقة.
[٢] بالأصل : «أمركم» تصحيف ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
[٣] صحيح مسلم (٣٢) كتاب الجهاد والسير (١٣) باب ، رقم ١٧٥٣ (٣ / ١٣٧٤).