قال السلمي : أبو عمر الدمشقي كان من كبار مشايخ الشام وعلمائهم له المقامات المعروفة والكرامات المشهورة ، كان في ابتداء أمره يصحب القوم وينكر عليهم إلى أن نبّه لذلك فانتبه. وقال السلمي أيضا : أبو عمر الدمشقي من جلّة مشايخ الشام في زمانه وعلمائهم ، يحكى عنه أنه كان يقول بالشواهد والصّفات. وهذا مذهب لأهل الشام ، ربما تكلموا بأشياء تدقّ في مسائل الأرواح وغيرها.
قال : وهذا مكذوب على أبي عمر ، لأنه أحد مشايخهم العالمين ، وقد ردّ على الحلولية وأصحاب الشّواهد والصّفات مقالاتهم.
وذكر السلمي أيضا أنه كان عالما بعلوم الحقائق ، وردّ على من تكلّم في قدم الأرواح والشواهد. وهو من أفتى المشايخ.
[قال أبو الفضل العبّاس : كان أبو عمر الصوفي يبايت أصحابنا ـ وهو حدث ـ][٤] على السّماع ، فلما كان في بعض الليالي اضطرب وخنق نفسه [وأزبد ومات. فجلسنا حوله لا نعلم
[١] هو معاوية بن سلام بن أبي سلام الدمشقي ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٢٠٥ وفيها روى عنه : أبو عمر حفص بن عمر بن سويد.
[٢] غير واضحة في مختصر أبي شامة ، ولعل الصواب ما أثبت ، فقد كان معاوية بن سلام حيّا سنة ١٦٤ ، وذكر الذهبي أن معاوية بن سلام مات في حدود سنة ١٧٠.
[٣] ترجمته في الطبقات الكبرى للشعراني ١ / ١٠١ وجاء فيها : أبو عمرو. وحلية الأولياء ١٠ / ٣٤٦ وسماه أبا عمرو.
[٤] ما بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور ، ومكانه في مختصر أبي شامة : وذكر السلمي أيضا أن أبا عمر حضر السماع.
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 67 صفحه : 99