النبي 6 ما كان حفظه عنه ، ولو لا أنه كان مكتوبا عنده لم يمكنه تقديره بوعاءين [١] وثلاث جرب على ما بيّنا على أن حكاية ابن منبه أصح إسنادا من التي بعدها ، والله أعلم.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل ، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أحمد بن علي المقرئ ، أنا أبو عيسى ، نا أبو حفص عمرو بن علي ، نا أبو داود [٢] ، نا عمران القطان ، عن بكر بن عبد الله ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة أنه لقي كعبا ، فجعل يحدّثه ويسائله [٣] ، فقال كعب : ما رأيت أحدا لم يقرأ التوراة أعلم بما في التوراة من أبي هريرة.

أخبرنا أبو محمّد ، نا أبو محمّد ، أنا أبو محمّد ، نا أبو الميمون ، نا أبو زرعة [٤] ، حدّثني محمّد بن زرعة الرعيني ، نا مروان بن محمّد ، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن إسماعيل بن عبيد الله ، عن السائب بن يزيد قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة : لتتركن [٥] الحديث عن رسول الله 6 أو لألحقنّك بأرض دوس.

وقال لكعب : لتتركن [٦] الحديث أو لألحقنّك بأرض القردة.

قال أبو زرعة [٧] : وسمعت أبا مسهر يذكره عن سعيد بن عبد العزيز نحوا منه ، ولم يسنده.

أخبرنا أبو عبد الله بن البنا ، قراءة ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، أنا أحمد بن عبيد ، نا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، نا الوليد بن شجاع ، قال : حدّثني ابن وهب ، حدّثني يحيى بن أيوب [٨] ، عن محمّد بن عجلان أن أبا هريرة كان يقول : إنّي لأحدث أحاديث ، لو تكلّمت بها في زمان عمر ـ أو عند عمر ـ لشجّ رأسي.

[١] الجملة بالأصل : «تقديره نوعا بين وبثلث حرب» صوبناها عن مختصر ابن منظور.

[٢] من طريق أبي داود الطيالسي رواه الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٦٠٠.

[٣] في سير الأعلام : ويسأله.

[٤] رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٥٤٤ وابن كثير في البداية والنهاية ٨ / ١٠٦ والذهبي في سير الأعلام ٢ / ٦٠٠ ـ ٦٠١.

[٥] بالأصل : «كثيركن» خطأ ، والمثبت عن تاريخ أبي زرعة.

[٦] راجع الحاشية السابقة.

[٧] تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٥٤٤.

[٨] رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٨ / ١٠٦ والذهبي في سير أعلام النبلاء ٢ / ٦٠١ وقال الذهبي بعد أن أورد الخبر : «قلت : هكذا هو كان عمر رضي‌الله‌عنه ، يقول : أقلّوا الحديث عن رسول الله 6 وزجر غير واحد من الصحابة عن بث الحديث ، وهذا مذهب لعمر ولغيره».