نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 65 صفحه : 403
عمرو بن جبلة قال : أرق معاوية بن أبي سفيان ذات ليلة ، فبعث إلى الأحنف بن قيس ، فقال له : يا أبا بحر ، كيف رضاك عن الولد؟ فقال الأحنف : فعلمت أنه قد عتب على يزيد ، فتكلمت بكلام لو كنت .... [١] فيه سنة ما زدت ، فقلت له : يا أمير المؤمنين ، هم ثمار قلوبنا ، وعماد ظهورنا ، ونحن لهم سماء ظليلة ، وأرض ذليلة ، بهم نصول على كلّ حليلة [٢] ، فإن غضبوا فارضهم وإن سألوا فأعطهم يمحضوك ودّهم ويلطفوك جهدهم ، ولا تكن عليهم قفلا لا تعطهم نزرا فيملوا حياتك ويكرهوا قربك ، فقال معاوية : لله درّك يا أبا بحر ، ثم قال معاوية : يا غلام ائت يزيد ، فأقره منّي السّلام ، وقل له : إن أمير المؤمنين قد أمر لك بمائة ألف درهم ، ومائة ثوب ، فقال يزيد للرسول : من عند أمير المؤمنين؟ قال : الأحنف ، فقال يزيد : لا جرم ، لأقاسمنّه ، فبعث إلى الأحنف بخمسين ألفا وخمسين ثوبا.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا محمّد بن زكريا الغلابي ، نا ابن عائشة عن أبيه قال :
كان يزيد بن معاوية في حداثته صاحب شراب يأخذ مآخذ الأحداث ، فأحس معاوية بذلك ، فأحبّ أن يعظه في رفق ، فقال : يا بني ، ما أقدرك على أن تصير إلى حاجتك من غير تهتك يذهب بمروءك وقدرك ، ثم قال : يا بني إنّي منشدك أبياتا فتأدب بها ، واحفظها ، فأنشده :
انصب نهارا في طلاب العلا
واصبر على هجر الحبيب القريب
حتى إذا الليل أتى بالدجى
واكتحلت بالغمض عين الرقيب
فباشر الليل بما تشتهي
فإنما الليل نهار الأريب
كم فاسق تحسبه ناسكا
قد باشر الليل بأمر عجيب
غطى عليه الليل أستاره
فبات في أمن وعيش خصيب
ولذّة الأحمق مكشوفة
يشفي بها كلّ عدو غريب
في الكتاب الذي أخبرنا ببعضه أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا ابن أبي الدنيا ، أخبرني أبو عبد الله ، عن علي بن محمّد ، عن غسّان بن عبد الحميد ، عن جعفر بن عبد الرّحمن بن