نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 64 صفحه : 188
الدار ، فعرّفه المنزل ، ثم أحسن إليه ، وأنعم عليه ، ثم خلّى عنه ، فعمد العبد فتولى غير ربّه وجعل سعيه ونفعه لغيره ، فأيّكم يحب أن يشارك في عبده؟ قالوا : لا أحد منا ، قال : فإن الله خلقكم ولم يشارك [١] في خلقكم أحدا [٢] ، ورزقكم ولم يشارك [٣] في رزقكم أحدا ، وإن الله لا يرضى أن يشرك به ، ثم إن على أثرها الصلاة ، فمثلها فيكم كمثل رجل يناجي ذا سلطان والسلطان فوقه يسمع ما يقول ولا يتكلم فيه بشيء إلّا شفّعه فيه وأقبل إليه بوجهه ، فأيكم كان يسأم من مناجاة ذي سلطان ما استوفى منه لن [٤] في حاجته قبل أن يسأم ذو السلطان ، قالوا : لا أحد منا ، قال : فإن الله ليس بصارف وجهه عن عبده وهو في صلاته حتى يكون هو الذي يصرف وجهه عن ربه ، وأن من تقرّب إلى الله قيد شبر تقرب الله منه قيد ذراع ، وأنه من تقرّب إلى الله قيد ذراع تقرب الله منه قيد يده ، ومن يرد الله يرده [٥] ، وإن الله حليم شكور ، ثم على أثرها الصدقة ، فمثلها فيكم كمثل رجل يطلب بدم فأتاه أولياء القتيل فأخذوه ليقتلوه فقال لهم : لا تقتلوني ، وسموا رضاكم من المال ، ففعلوا ، فأدّى إليهم المال أنجما [٦] حتى أكملها ، فانطلق آمنا لقومه وانطلق آمنا لعدوه ، فأيكم يخشى قومه أن يصدقن [٧] الذي له ، قالوا : لا أحد منا ، قال : فإنها فكاك لأعناقكم من سلاسل النار يوم القيامة ، ثم إن على أثرها الصيام ، فمثلها فيكم كمثل رجل لقي عدوه وعليه جنّة حصينة لا يخلص إليه من ورائها [٨] شيء ، فضرب حيث شاء ، وطعن حيث شاء ، ولا يخلص إليه من وراء جنته فذلك هو جنّة لكم من النار يوم القيامة ، ثم على أثرها ذكر الله ، فمثله فيكم كمثل قوم [٩] في جبل في حصن قد حذروا عدوهم ولا يؤتون إلّا من باب واحد ، فأيكم كان يقدم عليه عدوه وهو كذلك؟ قالوا : لا أحد منا ، قال : فإن الشيطان لا يقرب قوما ما داموا في ذكر الله حتى يخوضوا في حديث غيره ، وإن الله أعطى محمّدا 6 خاتم النبيين ، فأعطاه هؤلاء الخمس وزاد معه خمسا أخر : الجمعة ، والسمع ، والطاعة ، والهجرة ، والجهاد. [١٣١٠٣]