responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 63  صفحه : 333

تدرين من ذلك الرجل؟ قالت : لا ، فقيل لها : الوليد بن يزيد ، وإنّما تقشف حتى ينظر إليك ، فجنّت به [١] بعد ذلك ، وكانت عليه أحرص منه عليها ، فقال الوليد في ذلك :

أضحى فؤادك يا وليد عميدا

صبّا قديما للحسان صيودا

من حبّ واضحة العوارض طفلة [٢]

برزت لنا نحو الكنيسة عيدا

ما زلت أرمقها بعيني وامق

حتى بصرت بها تقبّل عودا

عود الصليب فويح نفسي من رأى

منكم صليبا مثله معبودا

فسألت ربي أن أكون مكانه

وأكون في لهب الجحيم وقودا

قال القاضي : لم يبلغ مدرك الشيباني هذا الحد من الخلاعة ، إذ قال في عمرو النصراني :

يا ليتني كنت له صليبا

فكنت منه أبدا قريبا

أبصر حسنا وأشم طيبا

لا واشيا أخشى ولا رقيبا

قال : فلما ظهر أمره وعلمه الناس قال :

ألا حبّذا سفرى وإن قيل إنني

كلفت نصرانية تشرب الخمرا

يهون عليّ [٣] أن تظل نهارنا

إلى الليل لا أولى نصلّي ولا عصرا

قال القاضي : وللوليد في هذا النحو من الخلاعة والمجون وسخافة الدين ما يطول ذكره ، وقد ناقضناه في أشياء من منظوم شعره المتضمن ركيك ضلاله وكفره ، ما لعله نورده فيما نستقبله من مجالس كتابنا هذا.

قال [٤] : وأخبرنا القاضي أبو الفرج [٥] ، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي ، حدّثني أبو الفضل الربعي ، حدّثنا إسحاق الموصلي قال : قال محمّد بن منصور الأزدي : حدّثني شيخ من أهل الكوفة حدّثني خمار كان بالحيرة قال :

ما شعرت يوما وقد فتحت حانوتي إذا فوارس ثلاثة متلثمون بعمائم خزّ قد أقبلوا من


[١] الأصل : «فحنت إليه» والمثبت عن م والجليس الصالح.

[٢] الطفلة : الجارية الرخصة الناعمة.

[٣] في الجليس الصالح : علينا.

[٤] القائل محمّد بن الحسين الزعفراني.

[٥] هو المعافى بن زكريا الجريري ، والخبر في الجليس الصالح الكافي ٢ / ٢٩٠ ـ ٢٩١.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 63  صفحه : 333
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست