نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 63 صفحه : 327
حيّوية ، أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة ، حدّثنا محمّد بن سعد ، أخبرنا محمّد بن عمر [١] ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه قال : كان الزهري يقدح أبدا عند هشام بن عبد الملك في خلع الوليد بن يزيد ويعيبه ، ويذكر أمورا عظيمة لا ينطق بها حتى يذكر الصبيان أنهم يخضبون بالحناء ، ويقول لهشام : ما يحل لك إلّا خلعه ، فكان هشام لا يستطيع ذلك للعقد الذي عقد له ، ولا يسوؤه ما يصنع الزهري رجاء أن يؤلب ذلك الناس عليه.
قال أبو الزناد : فكنت يوما عند هشام في ناحية الفسطاط وأسمع ذرق [٢] كلام الزهري في الوليد ، وأنا أتغافل ، فجاء الحاجب ، فقال : هذا الوليد على الباب ، فقال : أدخله ، فأدخله فأوسع له هشام على فراشه ، وأنا أعرف في وجه الوليد الغضب والشر ، فلمّا استخلف الوليد بعث إليّ وإلى [٣] عبد الرّحمن بن القاسم ، وابن المنكدر ، وربيعة ، فأرسل إلي ليلة مخليا بي وقدم العشاء ، فقال له بعد حديث : يا بن ذكوان ، أرأيت يوم دخلت على الأحول وأنت عنده ، والزهري يقدح فيّ ، أفتحفظ من كلامه يومئذ شيئا؟ قلت : يا أمير المؤمنين ، أذكر يوم دخلت ، وأنا أعرف الغضب في وجهك ، قال : كان الخادم الذي رأيت على رأس هشام لعل ذلك كله إليّ ، وأنا على الباب قبل أن أدخل إليكم ، وأخبرني أنك لم تنطق فيه بشيء ، قال : قلت : نعم ، لم أنطق فيه بشيء يا أمير المؤمنين ، قال : قد كنت عاهدت الله لئن أمكنتني القدرة بمثل هذا اليوم أن [٤] أقتل الزهري ، فقد فاتني.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن هبة الله ، أخبرنا محمّد بن الحسين ، أخبرنا عبد الله ، حدّثنا يعقوب قال : وسمعت يحيى بن عبد الله بن بكير قال :
كان الوليد بن يزيد يظن أن عند ربيعة ما كان عند الزهري فكان يسأله فلا يجد عنده ما أمّل فيه ، فسأله يوما عن ناز له [٥] فقال : ليس عندي فيه رواية ، فقال الوليد : ولكن ذاك الذي فعل الله به في قبره وفعل ، لو سقط قضيبي هذا من يدي لروى فيه شيئا ، فقلت : ولم؟ قال :
[١] رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٥ / ٣٧١ من طريق الواقدي وتاريخ الإسلام (١٢١ ـ ١٤٠) ص ٢٨٩.
[٢] الأصل وم و «ز» : «درو» والمثبت : «ذرق» عن المختصر.