نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 63 صفحه : 195
وصلت بك الحاجات جمعا وإنما
يطول جليل القوم يقضى جليلها
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن علي بن عبد الله الطبري ، أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن أحمد بن علي بن مهران الفرضي ، أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الصباح الهروي الكشي ، حدّثنا الشعراني ، حدّثنا خزيمة بن أحمد الكتاني قال :
كنت في شبابي بنهر عيسى ، فبت ليلة من الليالي ، فصلّيت الغداة وقد سقط الظل على الزهرة ، فاستحسنتها ورأيت شقائق النعمان فيها ، ففكّرت في نفسي وقلت : ليت شعري من النعمان الذي نسبت هذه الريحان إليه ، ثم غلبني النسيم ، فنمت ، فرأيت في منامي كأن قائلا يقول لي : [إن][١] النعمان ولي من أولياء الله ، سأل الله أن يريه لباسه في الجنّة فأنبتت هذه الريحانة ، فنسبت إليه ، فكان إذا رآها يقول : رحم الله النعمان ، فذكرته للبحتري فأنشدني [٢] :
إن الشقيق إذا أبصرت حمرته
فوق السواد على أغصانه الذّلل
كأنها دمعة قد غسّلت كحلا
فاضت لها عبرة في وجنتي خجل
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أخبرنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، حدّثنا ـ أبو بكر الخطيب [٣] ، حدّثنا محمّد بن علي السمّاك ، أخبرنا العبّاس بن أحمد بن أبي نواس الكاتب ، أخبرنا أبو علي الطوماري ، حدّثني أبو العبّاس بن طومار قال :
كنت أنادم المتوكل ، فكنت عنده يوما ومعنا البحتري ، وكان بين يديه غلام حسن الوجه يقال له : راح ، فقال المتوكل للفتح : يا فتح ، إن البحتري يعشق راحا ، فنظر إليه الفتح وأدمن النظر ، فلم يره ينظر إليه ، فقال له الفتح : يا أمير المؤمنين ، أرى البحتري في شغل عنه فقال : ذاك دليل [٤] عليه ، ثم قال المتوكل : يا راح خذ رطلا بلورا [٥] فاملأه شرابا وارفعه إليه ، ففعل ، فلما دفعه إليه بهت البحتري ينظر إليه ، فقال المتوكل للفتح : كيف ترى؟ ثم قال : يا بحتري ، قل في راح بيت شعر ولا تصرح باسمه ، فقال :