الرّحمن فما تنتظر أن تبيعه ، فقال : فهلا ما هو خير من ذلك؟ هو لوجه الله ، قال أبي فكان يخيل إليّ أنّ ابن عمر كان ينوي قول الله عزوجل : (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)[١].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم ، أنا أبو الحسين بن عقيل بن محمّد بن عبد المنعم ابن ريش. أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سليمان ، نا هلال بن العلاء ، نا أبي ، نا عبيد الله بن عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن نافع ـ أو من حدثه عن نافع ـ قال : لقد سافرت مع ابن عمر بضعا وثلاثين بين حجة وعمرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب [٢] ، حدّثني عبد العزيز بن عمران ، ثنا ابن وهب ، أخبرني أسامة بن زيد ، عن أبي بكر بن حفص بن سعد بن أبي وقّاص ، حدّثه : أنه سأل سالم بن عبد الله : من أين كان ابن عمر يشعر [٣] البدن؟ قال : من الشق الأيمن ، قال : ثم سألت نافعا فقال : من الشق الأيسر ، فقلت لنافع : إن سالما أخبرني أنه كان يشعر من الشق الأيمن ، فقال : وهل [٤] سالم ، إنّما رأى ابن عمر يوما ، وأتي ببدنتين [٥] صعبتين [٦] ، فلم يستطع أن يقوم بينهما ، فأشعر هذه من الشق الأيمن ، وهذه من الشق الأيسر ، قال : فرجعت إلى سالم ، فأخبرته ، فقال : صدق نافع ، هو كما قال ، قال : وقال : سلوه ، فإنه أعلمنا بحديث ابن عمر.

أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن ـ قراءة ـ عن أبي تمام علي بن محمّد ، أنا أبو بكر ابن بيري ، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، أنا ابن أبي خيثمة ، نا خالد بن خداش ، نا حمّاد ابن زيد ، عن راشد قال : رأيت سالم بن عبد الله ، ونافعا مولى عبد الله بن عمر ، وسالم يقول لنا سلوا هذا ـ يعني نافعا ـ.

[١] سورة آل عمران ، الآية : ٩٢.

[٢] رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ١ / ٦٤٦.

[٣] كذا بالأصل ود ، وم ، وأشعر البدنة : أعلمها ، يعني أن يشق جلدها أو يطعنها حتى يظهر الدم.

[٤] كذا بالأصل ود ، وم ، والمعرفة والتاريخ ، وكتب محققه بالهامش : ولعلها «وهم».

[٥] الأصل وم : بمدنتين ، والمثبت عن د ، والمعرفة والتاريخ و «ز».

[٦] كذا بالأصل ود ، وم ، و «ز» ، وفي المعرفة والتاريخ : ببدنتين معردتين طعينتين.