نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 61 صفحه : 276
الفضل الفرات ، أنا [أبو][١] محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا محمّد بن عائذ ، حدّثني مهدي بن إبراهيم من أهل البلقاء ، حدّثني زياد بن الطّفيل البكائي الكوفي ، عن عائشة أنها قالت : لما حضرت أبا بكر الوفاة خرجت إليه ، وأنا أريد أن أعرّض له بطلحة ، قالت : فلمّا دخلت عليه فإذا هو يحشرج [٢] ، فقلت : هذا والله كما قال الشاعر [٣] :
قال : فقال : أفلا تقولين يا بنية كما قال الله تعالى : (وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ)[٥] قال [٦] : فقال لها : يا بنية ، إنّي كنت أقطعتك مالا بالغابة [٧] قطاعا أو قطاعين ، وإنك لو كنت جددتيه [٨] واحتويتيه كان لك ، وإنّما هو اليوم مال وارث ، وإنّما هما أخواك وأختاك ، فاقتسموا على كتاب الله ، قال : فقلت : والله لو كان كذا لفعلت ، هذه أختي أسماء فمن الأخرى؟ قال : ذو بطن أبنت خارجة؟ لا أراها إلّا جارية ، قالت : ثم دعا بصحيفة فكتب فيها إلى عمر بن الخطّاب ، قالت : فعند ذلك يئست من طلحة ، قالت : ثم قال : يا بنية ، إذا أنا متّ فانظروا فما وجدتموه زاد في مالي بعد إمارتي فادفعوه إلى الخليفة من بعدي ، وأعلموه أنّي كنت أستسحها [٩] جهدي إلّا ما أصبت من لحمها [١٠] وودكها ، قالت : فلما مات [نظرت][١١] على باقي ماله ، فما وجدناه زاد فيه بعد إمارته غير خادم سوداء كانت مرضعة