نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 61 صفحه : 236
إذا علقت منكم راحة
بعرف فما أن تجس افتلاتا
تصم السامع منهم إذ ذكرتم
فما يسمعون الحواتا
فلم ترض بالصفح عن فعلهم
بذاك وفاض عليهم وفاتا
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد ابن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال [١] في تسمية عمّال المأمون على المدينة : وعزل هارون ابن المسيّب عن المدينة ، وولّى موسى بن يحيى بن خالد بن مالك.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش المقرئ عنه ، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم ، أنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن إبراهيم الحكيمي الكاتب ـ ببغداد ـ نا أبو العيناء ، قال : قال الأصمعي :
وأخبرني موسى بن يحيى بن خالد أن المأمون قال يوما لمحمّد بن داود : يا محمّد ، إنّي أرى إقبال هذه السنة يدل على كثرة الغلات وانحطاط الأسعار ، فاكتب إلى العمال في المبادرة ببيع الغلّات. فجلس محمّد يومه كله يعمل كتابا في ذلك ، طوّله وبالغ فيه ، فلمّا كان من غد عرضه عليه ، فقرأه حتى انتهى إلى آخره ، فأخذ المأمون قلما ، واستمدّ من دواة بين يديه ، وخطّ على أول سطر والثاني والثالث حتى انتهى إلى آخره [٢] ، وكتب في حاشيته : أمّا بعد ، فإن للأمور أوائل يستدل بها على أواخرها ، وأشياء يعرف بها ما تؤول إليه الحال منهما ، وربما أخطأت المخيلة وكذبت الدليلة ، ولا يعلم الغيب إلّا الله ، وإنّ أمير المؤمنين لما دل عليه إقبال هذه السنة [أن سعر الطعام سينزع ، فتقدم في بيع ما استباع][٣] لك من الغلات بالسعر الذي تراه صالحا ، ولا تنفق نفقة صغيرة ولا كبيرة إلّا ما أتاك به كتاب أمير المؤمنين ، والسلام.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو محمّد المزكّي ، قالا : نا عبد العزيز الكتاني ، حدّثني الميداني ، نا أبو سليمان محمّد بن عبد الله بن أحمد بن زبر ، أخبرني أبي ، أنا عبد الله ابن عمرو بن أبي سعد ، حدّثني الوليد بن أبي سعيد الحاجب عن موسى بن يحيى أن يحيى ابن خالد أصبح مغموما مفكرا ، وكان السبب في ذلك أن هارون الرشيد دفع إليه جوهرا عظيم