responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 60  صفحه : 285

الإسلام وعرض عليه ، فقال الجارود : إني قد كنت على دين ، وإنّي تارك ديني لدينك ، أفتضمن لي ديني؟ فقال رسول الله 6 : «أنا ضامن لك ، ان قد هداك الله إلى ما هو خير منه» [١٢٤٦٧] ، ثم أسلم الجارود ، فحسن إسلامه ، وكان غير مغموص عليه ، وكان الجارود قد أدرك الردة ، فلما رجع قومه مع المعرور بن المنذر بن النعمان قام الجارود فشهد شهادة الحق ، ودعا إلى الإسلام ، وكان له من الولد : المنذر ، وحبيب ، وعتّاب ، وأمّهم أمامة بنت النعمان بن الحصان [١] من جذيمة ، وكان ولده أشرافا ؛ كان المنذر بن الجارود سيّدا جوادا ، ولّاه علي بن أبي طالب إصطخر ، فلم يأته أحد إلّا وصله ، ثم ولّاه عبيد الله بن زياد ثغر الهند ، فمات هناك سنة إحدى وستين ، أو أول سنة اثنتين وستين ، وهو يومئذ ابن ستين سنة.

وذكر غيرهما أن المنذر بن الجارود قتل في ولاية الحجّاج على العراق ، ولا أراه محفوظا.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم ، أنا محمّد بن أحمد بن المسلمة ـ في كتابه ـ أنا محمّد بن عمران بن موسى ـ إجازة ـ نا ابن دريد ، أنا السكن بن سعيد ، عن محمّد ابن عباد ، عن ابن الكلبي قال :

ولّى [٢] عبيد الله بن زياد المنذر بن الجارود أبا الأشعث العبدي ثغر السند ، فلما خرج شيعه عبيد الله وتعلق لواءه بشيء فاندق ، فقال عبيد الله : إنّا لله ، لا يرجع والله المنذر إليكم أبدا ، فمات بقصدار [٣] من أرض الهند ، ولم تكن المنصورة أحدثت إذ ذاك ، إنّما أحدثها الحكم بن عوانة الكلبي ، فقال لأصحابه الشاميين : ما اسمها؟ قالوا : تدمر ، فقال : دمّر الله عليكم ، بل اسمها المنصورة ، فسمّيت بذلك ، فقال خليد عينين [٤] يرثيه [٥] :

يا عين أدرّي دمعة فاسعديني [٦]

وابكي ابن بشر سيّد الوافدين


[١] كذا رسمها بالأصل و «ز» ، وفي م : «الحصاب» وفي د : «الحصنات».

[٢] تحرفت بالأصل وم ، ود ، و «ز» إلى : ولد.

[٣] ويقال لها قزدار بالضم ثم السكون ، من نواحي الهند ، بينها وبين بست ثمانون فرسخا (معجم البلدان).

[٤] رسمها بالأصل : «عسد» وفوقها ضبة ، وفي «ز» وم : «عسو» وفي د : «؟؟؟» والصواب ما أثبت ، وهو من عبد القيس من ولد عبد الله بن دارم بن مالك ، وكان ينزل أرضا بالبحرين فتعرف بعينين فنسب إليها. (الشعر والشعراء ص ٢٨٢).

[٥] الأبيات في التعازي والمراثي للمبرد ص ٨٢ ـ ٨٣.

[٦] صدره في التعازي والمراثي : بحريّ قومي فاندبي منذرا ، وبحرية هي ابنة المنذر وكانت تحت عبيد الله بن زياد.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 60  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست