responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 6  صفحه : 348

بروح [١] نعيم الإنس في عزّ قربه

بأفراد توحيد المليك تحول

لهم بفناء القريب [٢] من محض بره

عوائذ بذل خطهن [٣] جليل

قال : أبو بكر الخطيب : فقلت للقاضي أبي محمّد بن رامين : هذه موعظة الحميدي لك فعظني فقال : اتق الله وثق به ولا تتهمه فإن اختياره لك خير من اختيارك لنفسك وأنشدني :

اتخذ الله صاحبا

وذر الناس جانبا

جرّب الناس كيف

شئت تجدهم عقاربا

قال أبو الفرج غيث الصوري ، قلت للشيخ أبي بكر : هذه موعظة القاضي أبي محمّد لك ، فعظني أنت. فقال : احذر نفسك التي هي أعدى [٤] أعدائك أن تتابعها على هواها ، فذاك أعضل دائك ، واستشعر [٥] الخوف من الله بخلافها ، وكرر على قلبك ذكر نعوتها وأوصافها ، فإنها الأمّارة بالسوء والفحشاء ، والموردة من أطاعها موارد العطب والبلاء. واعمد في جميع أمورك إلى تحرّي الصّدق ، ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله. وقد ضمن الله تعالى لمن خالف هواه أن يجعل دار [٦] الخلد قراره ومأواه.

وأنشدني لنفسه :

إن كنت تبغي الرشاد محضا

في أمر دنياك والمعاد

فخالف النفس في هواها

إن الهوى جامع الفساد

أنبأنا أبو القاسم الحسيني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، نا عبد الوهّاب الميداني ، أنا أبو العباس البردعي ، نا عبيد الله بن الحسين الأزدي ، نا أبو حفص النسائي.

حدّثني محمّد بن الحسين ، عن أبي إسحاق الأنطاكي ، حدّثني أبو عبد الله


[١] البداية والنهاية : تروح نعيم.

[٢] البداية والنهاية ١٠ / ١٥٣ القرب.

[٣] البداية والنهاية : خطبهن.

[٤] بالأصل : «أعد» والمثبت عن ابن كثير.

[٥] البداية والنهاية : واستشرف.

[٦] البداية والنهاية : جنة الخلد.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 6  صفحه : 348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست