responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 59  صفحه : 255

أفسدت ديني باصلاحي خلافتهم

وكان إصلاحها للدين إفسادا

ما قرّبوا أحدا إلّا ونيّتهم

أن يعقبوا قربه بالغدر إبعادا

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهّاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، نا محمّد بن جرير [١] قال : ذكر أبو زيد عمر بن شبّة أن سعيد بن إبراهيم [٢] ، حدّثه أن جعفر بن يحيى ، حدّثه أن الفضل بن الربيع أخبره.

إن الموالي كانوا يشنعون أبا عبيد الله عند المهدي ويسعون عليه عنده ، وكانت كتب أبي عبيد الله تنفذ إلى المنصور بما يدبر [٣] من الأمور ، ويتخلى الموالي بالمهدي فيبلّغونه عن أبي عبيد الله ويحرّضون عليه.

قال الفضل : وكانت كتب أبي عبيد الله إلى أبي تترى ، يشكو الموالي وما يلقى منهم ، فلا تزال يذكره عند المنصور ويخبره ، ويستخرج الكتب إلى المهدي [بالوصاة به ، وترك القبول فيه. قال : ولما رأى أبو عبيد الله غلبة الموالي عليه ـ أي المهدي ـ][٤] وخلوهم به نظر إلى أربعة رجال من قبائل شتى من أهل الأدب والعلم ، فضمّهم إلى المهدي ، فكانوا في صحابته ، فلم يكونوا يدعون الموالي يتخلون به.

ثم إن أبا عبيد الله كلّم المهدي في بعض أموره ، إذ اعترض رجل من هؤلاء الأربعة في الأمر الذي تكلّم فيه ، فسكت أبو عبيد الله ، فلم يرادّه ، وخرج فأمر بحجبه عن المهدي ، فحجبه عنه ، وبلغ خبره أبي.

قال : وحجّ أبي مع المنصور في السنة التي مات فيها ، وقام أبي من أمر المهدي بما قام به من أمر البيعة وتجد يدها على أهل بيت أمير المؤمنين [٥] والقوّاد والموالي ، قال : فلما قدم تلقّيته بعد المغرب ، فلم يزل حتى تجاوز منزله ، وترك دار المهدي ، ومضى إلى أبي عبيد الله فقلت له : تترك أمير المؤمنين ومنزل أهلك وتأتي أبا عبيد الله؟ قال [٦] : يا بني ، هو صاحب


[١] رواه أبو جعفر الطبري في تاريخه ٨ / ١٣٧.

[٢] الأصل ود ، و «ز» : «هرم» والمثبت عن الطبري.

[٣] الطبري : يريد.

[٤] ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل.

[٥] الطبري : على بيت المنصور.

[٦] من قوله : فقلت ... إلى هنا ليس في تاريخ الطبري.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 59  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست